عدن حرة / عمر فاروق عبده

يشهد مركز الغسيل الكلوي في مستشفى الجمهورية بمدينة عدن أزمة خانقة تهدد حياة مئات المرضى المصابين بالفشل الكلوي، وذلك بعد تعطل محطة تحلية المياه الخاصة بالمركز، مما أدى إلى توقف جلسات الغسيل الكلوي بشكل شبه كامل.

وأفادت مصادر طبية في المركز أن تعطل محطة التحلية الأساسية أدى إلى شلل تام في خدمات الغسيل الكلوي، في حين لم تتمكن المحطة الاحتياطية من الصمود طويلاً بسبب الأعطال المتكررة والضغط الزائد عليها، مما جعل المرضى في مواجهة خطر الموت بسبب تراكم السموم في أجسادهم.

وأكد أحد العاملين في المركز أن الطاقم الطبي يبذل جهوداً كبيرة للتعامل مع الأزمة، لكنه أشار إلى أن "الإمكانات المحدودة وغياب الحلول الجذرية يجعل الوضع يزداد سوءاً". وأضاف: "نحن نحاول إنقاذ المرضى بالإمكانيات المتاحة، لكن لا يمكن الاستمرار بهذه الطريقة دون تدخل عاجل".

وشوهد العشرات من المرضى يفترشون الأرض أمام المركز بانتظار أي بارقة أمل لاستئناف جلسات الغسيل، حيث يعاني معظمهم من حالات متقدمة من الفشل الكلوي ولا يمكنهم البقاء دون جلسات الغسيل لأكثر من يومين أو ثلاثة.

وقال أحد المرضى ، بصوت متعب: "أنا بحاجة إلى الغسيل مرتين أسبوعياً، وبدونه جسدي يمتلئ بالسموم... أشعر بالدوار والاختناق، ولا أعرف كيف سأتجاوز هذه الأيام إن لم يتم إصلاح المحطة سريعاً".

وأثارت هذه الأزمة مخاوف واسعة بين المرضى وذويهم، في ظل غياب أي تحرك رسمي لمعالجة المشكلة بشكل فوري. وناشد الأهالي السلطات المحلية ووزارة الصحة بسرعة التدخل لإنقاذ المرضى وضمان استمرار خدمات المركز، محذرين من كارثة إنسانية وشيكة في حال لم يتم إيجاد حلول عاجلة.

يُذكر أن مركز الغسيل الكلوي بمستشفى الجمهورية يُعد من المراكز الحيوية التي يعتمد عليها مئات المرضى في مدينة عدن والمناطق المجاورة، ما يجعل استمرارية خدماته ضرورة ملحة لإنقاذ حياة الكثيرين.