تمكن فريق من العلماء من اكتشاف برك ملحية نادرة في أعماق البحر الأحمر، تحديدًا في خليج العقبة، حيث تشير الدراسات إلى أنها قد تكون مرتبطة بالقصة الشهيرة في الكتاب المقدس عن شق موسى للبحر الأحمر، وفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

والبرك الملحية التي تم العثور عليها على عمق 4,000 قدم، هي أكثر ملوحة بعشر مرات من المياه العادية، وتفتقر إلى الأوكسجين، مما يجعلها بيئة قاتلة للكائنات الحية.

ويعتقد العلماء أن هذه البرك المالحة تمثل بيئات مشابهة لتلك التي كانت موجودة في الأرض في بداياتها، وهو اكتشاف قد يساهم في فهم أصول الحياة على كوكب الأرض. كما أن هذه البيئات المتطرفة تقدم أيضًا رؤية جديدة حول إمكانية وجود حياة على كواكب أخرى في نظامنا الشمسي.

في الاكتشاف الأخير، الذي تم باستخدام مركبة تحت الماء تعمل عن بعد (ROV)، عثر الباحثون على "بحيرات تحت الماء" ناتجة عن تجمع المياه المالحة السامة، وتعتبر هذه البيئات بمثابة كبسولات جيولوجية تحفظ سجلات مناخية و tectونية قديمة، مثل التسوناميات والفيضانات التي مرت بها المنطقة منذ آلاف السنين.

ومن الجدير بالذكر أن خليج العقبة يعد واحدًا من أكثر الأماكن غموضًا في البحر الأحمر، بفضل خصائصه الجيولوجية الفريدة، وهو ما يراه بعض الخبراء دليلاً على أنه المكان الذي شق فيه موسى البحر الأحمر أثناء قيادة بني إسرائيل إلى الأرض الموعودة.

تسلط هذه الاكتشافات الضوء على أهمية دراسة الأعماق البحرية لفهم تطور الحياة على الأرض، وتفتح آفاقًا جديدة للبحث في الحياة الميكروبية في بيئات شديدة القسوة، التي قد تكون مشابهة لتلك التي كانت على كواكب أخرى.