أعلن زعماء قبليون من قبائل مَذْحِج وحِمْيَر اليمنية، خلال تجمُّعٍ موسعٍ في محافظة مأرب الخميس، تأييدهم غير المحدود للجيش الوطني والقوات المتحالفة معه في ما وصفوه بـ"المعركة الفاصلة" لاستعادة البلاد من سيطرة الميليشيات الحوثية. وتواجه الجماعة المدعومة من إيران، التي تسيطر على شمال اليمن، ضغوطاً متجددةً مع تحالف قبلي جديد يستعد لتحدي هيمنتها التي دامت عقداً من الزمن.

خلال الاجتماع، الذي ضمّ شيوخاً ووجهاء من ثماني محافظات بينها مأرب وتعز وشبوة، أقرَّ الزعماء "ميثاق شرف" يلتزمون من خلاله بتقديم الرجال والسلاح والتمويل لدعم العمليات العسكرية في الجبهات. ووصفت القبائل الحوثيين بأنهم "وكلاء لمصالح أجنبية"، متهمة إياهم بـ"طمس الهوية اليمنية ونهب الثروات وفرض حكم طائفي مدعوم من إيران".

وجاء في بيان صدر خلال التجمُّع: "قبائلنا دافعت تاريخياً عن سيادة اليمن ضد أنظمة القمع. اليوم، نقف متحدين لضمان ألا تبقى شبرٌ واحدٌ من هذه الأرض تحت طغيان الحوثيين". وأكد البيان استعداد القبائل لخوض حملات عسكرية وسياسية وفكرية حتى يتم طرد الحوثيين، وهو هدفٌ شددوا على أنه يجب أن يُتَوَّج بـ"جمهورية حرة مستقلة".

كما انتقدت القبائل ما وصفته بـ"تكتيكات الإكراه" الحوثية، بما في ذلك "التجنيد الإجباري" في المناطق المحتلة، وحثَّت المنشقين عن الجماعة على التخلي عن "حروبها العبثية". وتعهدت بتشكيل لجان قبلية لدعم المقاتلين، ومساعدة أسر النازحين، والرد على أي توغلات حوثية.

ولفت البيان إلى دعوة التحالف لعقد "مؤتمر وطني" يوحِّد الفصائل القبلية والسياسية المتناحرة في اليمن، معتبراً الصراع "معركة وجودية ضد التدخلات الخارجية". وأكد: "اليمن لن يكون رهينةً في أجندات أجنبية"، في إشارة إلى رفض الحكم الحوثي.

ويشير محللون إلى الوزن الاستراتيجي لقبائل مَذْحِج وحِمْيَر، التي تمتد مناطق نفوذها على أراضٍ غنية بالموارد ونقاط مواجهة حاسمة. وقد يُعزِّز انخراطها القوات الموالية للحكومة التي تواجه صعوبات في ترسيخ مكاسبها وسط صراعات إقليمية وهجمات حوثية مضادة.

ولم تُصدر الجماعة الحوثية، التي تنفي مراراً صفة "الوكيل الإيراني" عنها، أي ردٍّ على الإعلان. ولا تزال الحرب، التي أودت بحياة أكثر من 200 ألف شخص ونزحت الملايين، في حالة جمود رغم محادثات سلام متقطعة..