شهد مطار سقطرى، اليوم الخميس، توتراً متصاعداً بعد تنفيذ موظفيه وقفة احتجاجية رفضاً لقرار تسليمه لشركة إماراتية، في خطوة أثارت موجة غضب واسعة داخل الأرخبيل، قبل أن تواجهها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المسيطرة على الجزيرة بالقوة، حيث اعتدت على المحتجين وطردتهم من المطار

.

رفض للخصخصة وقمعٌ للاحتجاج

بحسب مصادر محلية، رفع المحتجون خلال وقفتهم شعارات ترفض خصخصة المطار وتسليمه لشركة المثلث الشرقي الإماراتية، مؤكدين أنه مرفق سيادي لا يجوز التصرف به خارج الأطر الرسمية للدولة. كما عبروا عن استنكارهم لقرار اعتماد الشركة في إدارة شؤون المطار ومنحها صلاحية استبدال الموظفين، معتبرين ذلك مساسًا بحقوقهم الوظيفية وانتهاكًا لسيادة البلاد

.

إلا أن قوات المجلس الانتقالي واجهت الاحتجاجات بالقمع، حيث قامت بالاعتداء على المحتجين وإجبارهم على مغادرة المطار بالقوة، وسط تزايد الغضب الشعبي من محاولات فرض إجراءات إدارية جديدة دون توافق أو إعلان رسمي واضح

.

قرار يثير الجدل

المصادر ذاتها كشفت عن موافقة وزير النقل في الحكومة اليمنية، عبدالسلام حُميد، ومحافظ سقطرى، رأفت الثقلي (الموالي للمجلس الانتقالي)، على تسليم مطار الجزيرة لشركة المثلث الشرقي الإماراتية، التي يديرها الضابط الإماراتي سعيد أحمد الكعبي

.

وبموجب الاتفاق، مُنحت الشركة صلاحيات واسعة تشمل إدارة المطار واستبدال الموظفين، وذلك تحت غطاء إنشاء مركز سقطرى لخدمات الطيران، الذي أُوكلت إليه مسؤوليات الصيانة والتأهيل الفني وأمن الطيران والخدمات الأرضية

.

مخاوف من تغييب السيادة

واطلع إيجازبرس على مذكرة رسمية وجهها المحافظ الثقلي إلى وزير النقل، طالب فيها بالسماح بإنشاء المركز تحت مظلة شركة المثلث الشرقي، زاعمًا أنه سيساهم في تحسين خدمات الطيران في الجزيرة. وعلى إثر ذلك، وجه الوزير حميد الهيئة العامة للطيران المدني بالموافقة العاجلة على إنشاء المركز، الذي تولى لاحقًا إدارة المطار، في خطوة أثارت تساؤلات حول مصير المطار وحقوق الموظفين المحليين

.

تصعيد مرتقب

في بيان ألقاه المحتجون، أكدوا استمرار احتجاجاتهم حتى إلغاء القرار، مطالبين وزارة النقل والهيئة العامة للطيران بالتدخل العاجل لضمان حقوقهم الوظيفية وسيادة المطار

.

وفي ظل التطورات المتسارعة، تبقى الأنظار متجهة نحو الحكومة اليمنية ومدى قدرتها على احتواء الموقف، في وقتٍ يرى فيه مراقبون أن هذه الخطوة تعكس امتداد النفوذ الإماراتي في سقطرى، وسط اتهامات للمجلس الانتقالي بفرض الأمر الواقع بالقوة

.