دعا تقرير ميداني حديث صادر عن مركز المخا للدراسات إلى تعيين محافظ جديد لمحافظة أبين يتمتع بالكفاءة والقبول المجتمعي، بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة التي تعاني من اضطرابات متواصلة. وأكد التقرير أن القيادة القوية والفاعلة هي المفتاح للخروج من دوامة العنف.

في سياق ذلك، شدد التقرير على ضرورة معالجة الأزمة في أبين من خلال نهج شامل يجمع بين الحلول الأمنية والسياسية والتنموية.

أكد التقرير أهمية إعادة بناء مؤسسات الدولة، بما في ذلك أجهزة الأمن والشرطة والقضاء، لضمان سيادة القانون وإغلاق الثغرات التي تستغلها الجماعات المسلحة.

وأبين، بموقعها الاستراتيجي جنوب اليمن، تمثل بوابة حيوية لمدينة عدن، وتربطها بمحافظات شبوة وحضرموت والمهرة، مما يجعلها منطقة استقطاب سياسي وعسكري. وقد تعرضت المحافظة لموجات متكررة من الصراعات المسلحة منذ منتصف الثمانينيات، كان آخرها الحملة العسكرية التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي في أغسطس 2022.

ورغم أن هذه الحملة العسكرية قد حققت بعض المكاسب الأمنية، إلا أنها ساهمت في تعميق الأزمة الأمنية.

وأشار التقرير إلى أن الوضع الاقتصادي المتدهور، الذي ترتفع فيه معدلات البطالة إلى أكثر من 60%، يعزز من استمرار العنف، حيث يعيش نحو نصف السكان تحت خط الفقر.

كما دعا التقرير إلى تعزيز الدعم للمؤسسات الاقتصادية والتنموية، مشدداً على أهمية الشراكة مع التحالف العربي والولايات المتحدة لتقديم مساعدات تنموية مستدامة.

وشملت التوصيات إطلاق برنامج مصالحة اجتماعية بين القبائل والجماعات المحلية، وسحب التشكيلات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي تدريجياً.

وأشار التقرير إلى ضرورة تعزيز الاستقرار من خلال استراتيجية أمنية تراعي خصوصيات المحافظة، والإطلاق لحملات توعوية تستهدف السكان المحليين حول مخاطر الانخراط في الأعمال المسلحة.

وشدد التقرير على أن تحقيق الاستقرار في أبين يعد ضرورة وطنية لضمان استقرار الجنوب اليمني ككل.