بعد أربعين عامًا في الأسر .. أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال يرى النور

محمد أحمد عبد الحميد الطوس هو أحد 200 أسير تم الإفراج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت، بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية في غزة بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية.

يُعتبر الطوس “عميد الأسرى الفلسطينيين”، حيث قضى نحو 40 عامًا في سجون الاحتلال، دون أن يشهد شمسًا حقيقية خلف قضبانها. عايش معاناة القمع وعُزل في الزنازين الانفرادية عدة مرات.

أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني عن أسماء المعتقلين الذين سيتم تحريرهم ضمن الدفعة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تضم 200 معتقل محكوم عليهم بالمؤبدات والأحكام العالية.

عندما تم اعتقال محمد الطوس في عام 1985، ترك خلفه زوجته آمنة مع ثلاثة أطفال، لم يتذكروا والدهم إلا وهو خلف القضبان، شادي وفداء، وثائر الذي كان لا يزال جنينًا في بطن أمه. وظلت زوجته، المعلمة آمنة الطوس، تواصل دعم قضيته في كل فعالية تخص الأسرى، حتى توفيت عام 2015 بعد أن أصابها اليأس من نبأ تراجع الاحتلال عن الإفراج عنه في صفقة عام 2014.

بعد 471 يومًا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تمكنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن بين الطرفين.

الأسبوع الماضي، تسلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية أول دفعة من الرهائن، وهم ثلاث نساء: رومي جونين (24 عامًا) من كفار فارديم، وإميلي ديماري (28 عامًا) من كفر غزة، ودورون شتاينبراخر (31 عامًا) من كفار غزة.

من هو محمد الطوس؟

محمد أحمد عبد الحميد الطوس، البالغ من العمر 69 عامًا، هو أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، اعتقل في أكتوبر 1985 وحكم عليه بالسجن المؤبد بسبب تنفيذه عدة عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، مما أدى إلى إصابته بإصابات بالغة.

اعتُقل الطوس في السادس من أكتوبر 1985، وكان حينها ابنه البكر شادي في عامه الثاني، وفداء في عامها والنصف، بينما كان ثائر جنينًا في بطن أمه. اليوم، أصبح الأطفال الثلاثة آباء وأمهات.

يُعد الطوس من المعتقلين القدامى الذين لم يتم الإفراج عنهم منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، حيث بلغ عددهم الآن 21 أسيرًا، بعد ارتقاء الشهيد وليد دقة السنة الماضية.

رفض الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عن الطوس في جميع صفقات التبادل والإفراجات على مدى سنوات اعتقاله، وكان آخرها في عام 2014، عندما رفضت تل أبيب الإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين القدامى، وهو من بينهم.