العربي نيوز:

فاجأ رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، جميع المراقبين المحليين والاقليميين والدوليين، بإعلان جديد، يكشف النوايا المبيتة من "الانتقالي" للشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، خلال الايام المقبلة.

جاء هذ1ا في مقابلة اجرتها معه قناة "سكايا نيوز" بالعربية التي تبث من العاصمة الاماراتية ابوظبي، على هامش مشاركة الزُبيدي في اعمال وفعاليات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، المنعقد في سويسرا، بمشاركة الكيان الاسرائيلي. مؤكدا أن انفصال جنوب اليمن هدف لا تراجع.

وقال الزُبيدي:إن "مشروع المجلس الانتقالي واضحا منذ تأسيسه، وهو استعادة دولة الجنوب بحدودها المعترف بها دوليا حتى العام 1990". مردفا: "هذا المشروع، لن يتم إلا بعد التخلص من المليشيات الحوثية، وبالتنسيق مع كل المكونات السياسية المنضوية تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي"..

شاهد .. الزُبيدي يكشف النوايا المبيتة لليمن والشرعية

والثلاثاء (21 يناير)، 

قدم رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، للولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة البريطانية، عرضا غير مسبوق بتاريخ السياسيين في المنطقة والعالم، وصف بـ "العرض المغري"، مقابل دعم انفصال جنوب اليمن بدولة مستقلة ومكرسة لخدمة مصالح واشنطن ولندن وابوظبي.

جاء هذا في لقائين اجرتهما كل من وكالة "رويترز" البريطانية للأنباء وصحيفة "الجارديان" البريطانية، مع عيدروس الزُبيدي على هامش مشاركته في منتدى "دافوس" الاقتصادي الدولي، المنعقد حاليا في سويسرا، بمشاركة الكيان الاسرائيلي. أعلن فيهما أن "الحديث عن وحدة اليمن ينافي الواقع القائم على الارض".

وقال الزُبيدي لصحيفة "الجارديان": إنه "مستعد لتقديم المشورة الاستخباراتية لأي جهة تنفذ هجمات على مواقع الحوثيين"، وأردف: "نحن مستعدون للعمل مع الجميع في هذا الأمر". ونوه بأن "البنية الاجتماعية لدعم الحوثيين تختلف عن تلك الخاصة بحزب الله وحماس، ما يعني أن ملاحقة قيادتهم فقط لن يكون كافياً".

مضيفا: "الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حتى الآن على الحوثيين لم تكن فعالة، كما أنها ليست منسقة أو شاملة، بل مجرد غارات جوية". مستطردا: "التنسيق يعني أيضاً عملية عسكرية على الأرض. لابد من استراتيجية متعددة الجوانب تتضمن تعاون القوات البرية المحلية مع الضربات الجوية الغربية".

واعتبر أن "التراجع الإيراني في لبنان وسوريا وغزة ترك إيران في وضع ضعيف للغاية، ولم يعد لديها سوى مجال واحد متبقٍ، وهو اليمن". وقال: ""إيران لن تتخلى عن الحوثيين، بل ستضاعف دعمها لهم باعتبارهم آخر مكوّن في سلسلة وكلائها. لذلك، هذا هو الوقت المناسب لنا أيضاً لزيادة الجهود والضغط عليهم إلى أقصى حد".

مضيفا: "وبالتالي فإن الوقت الحالي هو المناسب لمواجهة الحوثيين ودفعهم إلى مواقعهم الأصلية". وفي هذا السياق طالب رئيس "الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي، الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب بـ "تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وتجسيد القيادة الحاسمة التي أظهرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

شاهد .. الزُبيدي يعرض توظيفه مخبرا لواشنطن ولندن

وفي حديثه مع وكالة "رويترز" البريطانية للأنباء، جدد رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، دعوته الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة البريطانية إلى ما اعتبره "اقتناص الفرصة" السانحة و"استغلال الضعف الذي تمر به إيران حاليا لضرب حليفها في اليمن المتمثل في مليشيا الحوثي" حسب تعبيره.

معتبرا أن "عودة دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة تمثل تحولاً حاسماً في الجهود الرامية إلى كبح جماح الحوثيين، الذين يشكلون تهديداً لاستقرار المنطقة وأمن الملاحة البحرية". وقال: إن "قيادة ترامب القوية واستعداده لاستخدام القوة العسكرية يميزانه بشكل واضح عن إدارة بايدن، التي سمحت للحوثيين بتعزيز نفوذهم وقدراتهم العسكرية".

وتابع: "ترامب يعرف ما يريد. إنه صاحب قرارات قوية"، وأردف: "نحن من المؤيدين والمعجبين بسياساته، لأنه يتمتع بشخصية قادرة على اتخاذ القرارات التي تحكم أمريكا والعالم، ونتوقع أن نبدأ المحادثات مع الإدارة الأمريكية الجديدة قريبا". مجددا تأكيد "ضرورة إيجاد استراتيجية منسقة بقيادة أميركية لضرب الحوثيين وإضعافهم، ووقف هجماتهم".

في المقابل، أعلن رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، عن ثمن عرض خدماته الاستخباراتية وتعاونه العسكري مع الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، متمثلا في دعم انفصال جنوب اليمن، زاعما أن "الحديث عن وحدة اليمن ينافي الواقع القائم على الأرض". وأردف: "عندما نصبح دولتين، سيتم حل الصراع."

شاهد .. الزُبيدي يطالب امريكا وبريطانيا بدعم الانفصال

ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل:

غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.