في ظل الأزمات الاقتصادية الخانقة التي يمر بها اليمن، تصدرت أسعار الوقود قائمة المشاكل التي تواجه المواطنين، مما يضيف أعباء جديدة على حياتهم اليومية ويزيد من تحديات المعيشة المتزايدة.

وفي تصريح له، قال عبدالله قائد الهويدي، رئيس مجلس التنسيق العام لنقابات شركة النفط اليمنية، إن ارتفاع أسعار الوقود في اليمن يعود إلى عدة عوامل رئيسية:

1. الارتفاع العالمي لأسعار النفط: شهدت الأسواق العالمية زيادة كبيرة في أسعار النفط الخام، ما انعكس بشكل مباشر على أسعار الوقود المستورد في اليمن.

2. تدهور قيمة العملة المحلية: انخفاض قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية أدى إلى زيادة تكلفة استيراد الوقود، ما ساهم في رفع الأسعار داخل السوق المحلية.

3. رفع الدعم الحكومي عن الوقود: قرارات الحكومة المتعلقة بإلغاء الدعم عن الوقود كان لها دور كبير في زيادة الأعباء على المواطنين في وقت يعانون فيه من ظروف اقتصادية صعبة.

وأشار الهويدي إلى أن شركة النفط تواجه تحديات كبيرة في توفير الوقود للمواطنين، حيث أن الخيارات المتاحة أمامها محدودة.

وأوضح أنه إذا تم وقف استيراد الوقود، سيؤدي ذلك إلى شلل اقتصادي وحياتي شامل، بينما رفع الأسعار لتغطية التكاليف سيزيد من معاناة المواطنين الذين يعانون أصلًا من تدهور الوضع الاقتصادي.

كما وجه الهويدي انتقادات حادة للحكومة الشرعية، مطالبًا إياها بتحمل مسؤوليتها والعمل على إعادة تشغيل مصفاة عدن التي كانت تمثل شراكة تكاملية مع شركة النفط، مؤكدًا أن توقفها فاقم الأزمات.

وأضاف أن تشغيل المصفاة هو الحل الجذري الوحيد لتقليل الأعباء على المواطنين، فيما اعتبر الحلول الحالية حلولًا مؤقتة لا تجدي نفعًا.

وطالب الهويدي من المواطنين التفهم والتعاون في هذه الظروف الصعبة، مشيرًا إلى أن شركة النفط تعمل بجد للتخفيف من حدة الأزمة رغم الظروف القاسية.

كما دعا وسائل الإعلام إلى توخي الدقة والموضوعية في نقل الأخبار، وتسليط الضوء على الأسباب الحقيقية للأزمة والجهود المبذولة لحلها.

وفي ختام تصريحه، شدد الهويدي على ضرورة أن تتحمل الحكومة مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، من خلال:

توفير الوقود النظيف بالكميات اللازمة لسد احتياجات السوق.

مكافحة تهريب الوقود الذي يساهم في عدم استقرار السوق ويضر بمؤسسات الدولة.

وأكد أن استقرار أسعار الوقود وجودتها يرتبط بتفعيل دور الحكومة والتعاون مع شركة النفط لضمان مصلحة الوطن والمواطن في هذه الظروف الاستثنائية.