تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
فاتت سنة!
160 قراءة  |

*عزالدين سعيد الأصبحى:

**مضى عام وجاء آخر، لسنا بحاجة لنسأل كيف كان ما مضى من عام، لأننا خبرناه بكل أوجاعه، ولا ننتظر دهشة تحل مع قدوم هذا القادم الجديد فهو آت محملا بكل امتداد آلام عام مضى. ولن نقول ماقالته أغنية سيد مرسى وبليغ حمدى (فاتت سنة، ما اقدرشى أنا ع البعد ده)، لا سنقدر ونريد أن نبعد وننجو من جحيم العام الفائت. ولسنا بحاحة لهذا الهرى الإعلامى باستضافة المنجمين فى قنواتنا، يخبروننا عن المستقبل وقادم الأيام، فخطط المستقبل لا يكتبها المنجمون، ولكن تضعها غُرف التحكم بالقرار الدولى والإقليمى، والجواب يعرف من عنوانه كما نقول فى أمثالنا عن عام جديد..

فهاهو بنيامين نيتانياهو مستمر فى جرائم الإبادة، رغم أنه مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، فإنه مصدر إلهام لسياسة التمييز الممتدة من شرق أوروبا وحتى واشنطن. وهاهى أوكرانيا تتحول إلى ساحة معركة لا نصر فيها، ويأتى دونالد ترامب، ليس فقط أكثر خبرة منذ قبل ملوحا بالانتقام، ولكنه متأبط ذراع داعمه إيلون ماسك أغنى رجال العالم وأشهرهم تنمرا، فنحن مقبلون على موجة يمين ممتدة من أوروبا إلى أمريكا، ومقبلون على إعلام ومنصات للتنمر لا للتنوير.

وفى الوطن العربى ومحيطه الممتد من آسيا إلى أفريقيا سيبقى هو العالم المثخن بجراحه، وساحات لمعارك مختلفة. فهناك على أقل تقدير ثمانى دول من أعضاء الجامعة العربية تعانى نزاعات وحروبا. وذلك كله مصدر رزق لجهتين، الأولى: شركات الأسلحة التى تزدهر بتعدد الساحات أو وحدتها، والثانية: الأمم المتحدة التى تضيف لطواقم عامليها وموازناتها.لهذا هذه حروب مزدهرة، سيطول أمدها حتى تفيق شعوبنا من غيبوبتها. وعلى هامش هذا الوجع، نرى كل أخبار النشرة فى القنوات عندنا عن الحروب والقتل، وأصبح نقل التوحش فى قتل المدنيين وكأنه منهج لتعزيز التَطّبع مع آلة القتل الإسرائيلية بالذات. وعندما ينتقل التناول الإعلامى للحديث عن السياسة، تجد مساحة تمجيد خطاب التطرف واليمين الصاعد فى كل اتجاه، كأنها موجة عدوى لفيروس العنصرية، وتمجيد العنف.

وصار لدى خشية تتزايد مع الأيام من منهج كثير من قنواتنا العربية، فى سياسة نقل الأخبار المحيطة بنا. فنحن لا نتابع أخبارا عاجلة فقط، ولكن الأمر أصبح نوعا من أسلوب تليفزيون الواقع. حيث يتم وضع كاميرا تكرس مشهد الدمار، وكأنه مستمر وليس مجرد خبر. وصار نقل التوحش فى قتل المدنيين، وكأنه منهج لتعزيز التَطًّبع مع آلة القتل الإسرائيلية. وحتى فى الأخبار الخفيفة تأتى ثقالة الدم، فمن أيام وفى آخر النشرة سمعت خبرا علميا قيل عنه إنه طريف، يقول إن دراسة حديثة فى جنوب إفريقيا كشفت: أن صوت البشر يسبب خوفا، وتشتتا لدى الحيوانات أكثر من زئير الأسد،! وتلك حقيقة على ما يبدو على صعيد سياسى أيضا وليس فقط خبرا علميا. وتجلى ذلك فى سوريا كما يظهر، أكثر مما توقعه العلماء، حيث فقد بشار زئيره، مع تكبيرات فصائل الثورة عليه، والمفارقات بسوريا كسائر بلداننا لا تتوقف. فقد دخل الجولانى دمشق ودخلت إسرائيل الجولان، والتحليل السياسى العربى عالق بين الشرع والشرعية، الرجل والمؤسسة. والعمامة الإيرانية والطربوش التركي. وذاك تيه عربى سيبقى قليلا، وحيرة سيطول بقاؤها. فنحن فى لحظة عجيبة، لدينا جامعة لم تجتمع، وجيوش تزول وميليشيات تزدهر، وتعليم لم يعد فى خريطة الاهتمام، وأولويات لا أول لها. ولكن مثل مأساة اليمن مع ميليشيات الحوثى المتمردة لم يشهد واقعنا العربى ألماً قط. فهناك معاناة لم يعد يسمع بها أحد، بل جلب التمرد الحوثى لليمن والمنطقة ويلات لا يمكن تخيلها.

وهل هناك نكتة تدمى القلب مثل أن يصل الأمر بمجلس الأمن فى الأمم المتحدة إلى أن يناقش ما يسميه حالة القلق على أمن إسرائيل من جماعة الحوثى التى لا تستطيع مغادرة كهوف خوفها. أى خدمة أجمل لإسرائيل من مثل هذه؟. إسرائيل التى ترتكب يوميا كل جرائم الحرب وتستبيح دول المنطقة، وتهين القانون الدولى كل يوم. الآن مجلس الأمن يقول إنه قلق عليها، من صاروخٍ لم يصب أحدا. بل ويا لسخرية القدر، أن يظهر يهودى يمنى فى فلسطين المحتلة يقول إن شظايا الصاروخ أصابت منزله، ليؤكد أن سلاح الحوثى لا يصيب غير اليمنيين أينما كانوا، ومهما كان دينهم !. ومع ذلك يجتمع المجلس الدولى، ويناقش أمن إسرائيل، ويغّطى على مسلسل جرائمها المستمر فى غزة ولبنان وسوريا. أى عالم هذا حوّل صاروخ لا معنى له أطلقه الحوثى، حوّل الكيان الصهيونى إلى مظلوم، مذعور يريد إنصاف العالم وحمايته.

وأما فى البحر فقد منعت ميليشيات الحوثى، السفن التجارية من عبور البحر الأحمر، ولكن سُمح لكل البوارج الحربية بالبقاء وعسكرة مياه البحر والمحيط معا!. ولا يبقون لنا من باب المندب إلا أنه يذكرنا بأنه بوابة للندب والدموع.

*سفير بلادنا لدى المغرب

** نقلا عن جريدة الاهرام المصرية

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
صوت العاصمة | 663 قراءة 

قال وزير النقل الأسبق الدكتور بدر باسلمة إن جهوداً دولية وإقليمية مكثفة تقودها الولايات المتحدة الأم


صوت العاصمة | 477 قراءة 

نشرت رئاسة مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني تعميما خاصة إلى الإخوة المواطنون القادِمون من مناطق س


نيوز لاين | 415 قراءة 

مدين صالح يفاجئ الساحة السياسية بظهور بارز في مأرب وسط حضور مؤتمري رفيع


كريتر سكاي | 400 قراءة 

أفادت أنباء أولية عن إندلاع إشتباكات مسلحة في تريم حضرموت قبل قليل .وقالت ا


نيوز لاين | 386 قراءة 

تحذير اقتصادي خطير: عدن على حافة الانهيار والبنك المركزي يواجه شبح الإفلاس


مأرب برس | 350 قراءة 

شهدت أسواق الصرف في اليمن، اليوم الخميس 7 أغسطس 2025، تحركاً لافتاً ومفاجئاً في أسعار العملات الأجنب


وطن نيوز | 315 قراءة 

على الرغم من الفرحة الكبيرة التي يعيشها الشعب اليمني بسبب تحسن سعر العملة اليمنية وانخفاض أسعار العم


صوت العاصمة | 299 قراءة 

قال الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي، ماجد الداعري، إن أحلام المواطنين في العاصمة عدن سرعان ما تبخر


نيوز لاين | 287 قراءة 

نحو عهد اقتصادي جديد.. الكشف عن جهود حثيثة للبنك المركزي لاستقرار قيمة الريال اليمني عند هذا المستوى


وطن نيوز | 271 قراءة 

في خطوة تعكس بداية مرحلة اقتصادية جديدة بمحافظة حضرموت، أقر مجلس الوزراء، الأربعاء، مشروعًا استراتيج