فساد قيادات الشرعية يعمق الشكوك حول الجدية في تحرير صنعاء

تزايدت التساؤلات بين اليمنيين حول مصير تحرير العاصمة المختطفة صنعاء في ظل الأوضاع الحالية، حيث أفادت تقارير بغياب أي رغبة من مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية في تحرير العاصمة المختطفة صنعاء من قبضة عصابة الحوثي "وكلاء إيران".

وفي هذا السياق ربط مراقبون بين الفساد المستشري في اجهزة الحكومة الشرعية وبين عزوفها عن التفكير باي خطط لاستعادة الدولة وتحرير العاصمة المختطفة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية الواقعة تحت  سيطرة عصابة الحوثي.

ياتي ذلك في ظل تقارير تتحدث عن ان قيادات الدولة والحكومة يتقاضون منذ سنوات رواتب ضخمة تتجاوز 70 ألف ريال سعودي شهرياً، بينما يعاني المواطنون من انهيار العملة وتدهور الأوضاع المعيشية.

وأشار مراقبون إلى أن هؤلاء القادة، الذين يعيشون في رفاهية مفرطة في اماكن اقامتهم مع عائلاتهم في كل من  السعودية ومصر وقطر وتركيا وغيرها ، يواصلون نهب موازنة الدولة والمساعدات الدولية، مما يثير شكوكاً بشأن نواياهم في تحقيق أي تقدم على الأرض لاستعادة العاصمة المختطفة من قبضة عصابة الحوثي.

يأتي ذلك في الوقت الذي يستمر الوضع العسكري في اليمن في التدهور، حيث توقفت معظم الجبهات التي كانت تمثل قلق لعصابة الحوثي منذ سنوات.

وأظهرت تقارير ميدانية أن هناك تراجعًا كبيرًا في العمليات العسكرية ضد عصابة الحوثي وانحسر اداءها من الهجوم الى الدفاع والتصدي لهجمات عصابة الحوثي على مواقعها ، مع غياب استراتيجيات واضحة لاستعادة المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة عصابة الحوثي، وخاصة العاصمة المختطفة صنعاء.

من جهة أخرى، يعاني الجنود والمقاتلون في صفوف القوات الحكومية من حرمان مستمر من الرواتب والمستحقات المالية بسبب الفساد المستشري في الحكومة الشرعية. حيث تتكدس المبالغ المالية في حسابات المسؤولين الحكوميين، في حين يُحرم الجنود من أبسط حقوقهم المالية رغم تضحياتهم في الجبهات.

ويعد الفساد الحكومي أحد العوامل الرئيسية التي تسببت في توقف الجبهات لفترات طويلة. إذ يطالب العديد من المحللين السياسيين والحقوقيين بتفعيل الجبهات بشكل فعال لاستعادة الأراضي اليمنية من قبضة الحوثيين، لكن الفساد المستمر في الحكومة ومؤسساتها يعوق أي تقدم ملموس.

كما أن غياب أي خطة محورية لإعادة تفعيل الجبهات يشير إلى عدم وجود نية حقيقية من قبل القيادات السياسية لتحرير البلاد من قبضة عصابة الحوثي.

وفيما يواصل مسؤولي الدولة والحكومة نهب المساعدات الدولية والمساعدات المقدمة من دول التحالف، يتساءل اليمنيون عن أسباب غياب التقدم العسكري وعدم تفعيل الجبهات في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من الانهيار الاقتصادي والمعيشي.