وأنت تقاوم بأوجاعك مواجع هذي البلاد المترامية الأطراف، لن تجد من يزورك سوى التباعد في الوطن الذي كنت تنقي من بين اشجانك خيوط تلملمه في الجسد اليمني.

إلى جانب هذا التباعد ستلقى أن بعضا من الصدقة وربما الرفاقية والأدبية قد نأت بعيدًا عنك، بعد أن تبعثر مسارها في طرقات السراب، وتكدست فراغ مواقعها الافتراضية.

قد يأتيك الوطن الذي عيشته غربة في أسافره الشطرية واغترابًا في جسده المتلمم. بين مخالب الأطماع والمصالح حتى حرب اللحظة.

قد تأتيك نسمة من هذا الوطن طيفًا من زيارة ما، أو خلسة من سلام يعيد إلى عينيك وهج الزيارة الذكرى. أو زهوًا من ربيع تجددك المتدفق بيننا أغنية تتساءل متى وارعيه شمطر. أو مقاطع من أسفار الأبجدية والبحر والثورة.

قد تجدك كما كنت عنفوانًا من التحدي واصرارًا لمعانقة الجمال الذي كنت تواجه فيه بشاعة عمرك القاسي، المتمترس في صخور أسى ومأسيينا الوطنية.

وقد تأتي لعيادتك كل الحقارات ليس حبًا فيك وانما لحاجة في نفسها.

فلا تبتئس إن غاب الأصدقاء وتغيب بعض الرفاق، فلست بحاجة إلى مثل هولاء وأنت الذي ربيت نفسك على حب الطلوع من غباشش الطيور.

وقد تلقى من يعودك حبًا فيك ومن هو حري بهذه المحبة أغنية ذاع صيتها من جمال خضبان، وألحانا تهامس الشروق، وانتظارًا لمسعود المهاجر.

فلتكن أنت وحدك أمة من مواجع وأوطانًا من ثبات التحدي والاصرار كما عهدناك، شفاك الله وعافاك.