كشف تقرير حديث لمنظمة سام للحقوق والحريات عن تورط مليشيات الحوثي وجهات أجنبية في استدراج شباب يمنيين عبر وعود كاذبة، لتجنيدهم قسرًا للقتال لصالح روسيا في أوكرانيا، بما في ذلك أسرى حرب وطلاب ومغتربين يمنيين في سلطنة عمان.

ووثق التقرير المعنون "تجارة الموت: كيف تم استغلال اليمنيين للقتال في أوكرانيا"، انتهاكات جسيمة تعرض لها المجندون بعد وصولهم إلى روسيا، حيث أُجبروا على القتال في ظروف قاسية وغير إنسانية، وتم حرمانهم من الطعام والرعاية الطبية، بالإضافة إلى تهديدهم من قِبل مساعد قيادي حوثي يدير إحدى شبكات التهريب.

وقالت "سام" في التقرير، إن الظروف الاقتصادية المزرية في اليمن، بما في ذلك البطالة والفقر، تجعل الشباب عرضة للاستغلال.

وأشارت إلى تقرير أمني سري صادر عن جهة تابعة للحكومة الشرعية، كشف عن شبكة معقدة يقودها عبدالولي الجابري، عضو مجلس النواب والقيادي العسكري المتعاون مع الحوثيين بمساعدة شخصيات روسية. حيث زار الجابري روسيا في مايو 2024 برفقة مساعده محمد قاسم العلياني، وناقشا مع شخصيات روسية التفاصيل اللوجستية والمالية لنقل المجندين، ما سهل دخول أول دفعة من اليمنيين، مكونة من 120 مجندًا، إلى روسيا.

وأوضحت "سام" أن السلطات الأمنية في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، ضبطت في 11 أغسطس الماضي 26 شخصًا يحملون تأشيرات دخول إلى روسيا، وتم استدراجهم بوعود كاذبة للعمل بعقود مدنية، حيث أفرجت السلطات عنهم بضمان عودتهم إلى منازلهم.

وأكدت أن قيادات حوثية قامت بتجنيد معتقلين وأسرى في سجونها قسرًا في النزاعات الخارجية، بما في ذلك في الحرب الروسية-الأوكرانية.

وذكر التقرير قصة أحد الجنود الأسرى في جبهة الجوف عام 2018، ويدعى مجيب جميل، الذي تم أسره ضمن تعزيزات تابعة للواء الفتح، وانقطعت أخباره عن أسرته حتى تعرفت عليه في فيديو ظهر فيه مع آخرين ممن تم استدراجهم و تجنيدهم قسرًا في روسيا.

واستعرض التقرير شهادات لعدد من الضحايا، بما في ذلك شاب تم القبض عليه أثناء محاولته السفر إلى سلطنة عمان، وشهادات أخرى تُظهر تهديدات موجهة لشبان وصلوا إلى روسيا من قبل مساعد الجابري. كما تم استدراج مغتربين يمنيين في سلطنة عمان للقتال في أوكرانيا.

وأكدت سام "أن تجنيد اليمنيين وإرسالهم إلى مناطق النزاع مثل أوكرانيا يشكل انتهاكًا جسيمًا للمعايير الدولية المتعلقة بحماية حقوق الإنسان". كما أكدت توفر المسؤولية الجنائية الفردية للمتورطين في التجنيد، وعلى رأسهم عبدالولي الجابري ومساعده محمد قاسم مهيوب العياني، بالإضافة إلى محمد مهيوب سيف النصيري وهاني الزريق، والشخصية الروسية الغامضة ديمتري.

وطالبت المنظمة الحكومة اليمنية والسلطات العمانية بإجراء تحقيق شامل وتحديد المسؤولين عن هذه الانتهاكات، واتخاذ إجراءات قانونية صارمة لملاحقة الشبكات المتورطة في تجنيد اليمنيين للقتال في روسيا.