قال وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، إن مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران استغلت فترة الهدنة وما بعدها، لتقوم بأعمال عدائية، وأكد جاهزية القوات المسلحة لجميع الخيارات، سواء الحرب أو السلام، مشيراً إلى أن "هناك جهوداً كبيرة لتحقيق السلام، لكن لا يستبعد تجدد الحرب في أي لحظة"، ولفت إلى استفزازات المليشيا الحوثية المستمرة، والتي تسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

وأضاف وزير الدفاع، "نحن جاهزون لكل الخيارات ولدينا خطط استراتيجية كاملة لاستخدام القوات بشكل عام، لكن السنتين الأخيرتين شهدتا الهدنة، وهنالك مساعٍ كبيرة من التحالف لتحقيق السلام أفضل من لغة الحرب، لكن لا يعني ذلك أن الحرب قد لا تتجدد، يمكن أن تتجدد في أي يوم من الأيام".

وقال الفريق الداعري، في حديث لصحيفة الشرق الأوسط، إنه رغم هذه الهدنة وتوقف القوات الشرعية عن إطلاق النار، نجد المليشيات تستفز كل يوم في اتجاه، ويسقط شهداء وجرحى ولكن الصبر ما زال شيمة السلطة الشرعية في اليمن بقيادة المجلس الرئاسي، "وهو صبر واستعداد وجاهزية إلى أن تحين ساعة الصفر، سواء للسلام أو للحرب نحن جاهزون".

وفي إشارة واضحة لدعم أمريكي غير مباشر لخدمة الحوثيين منذ انقلابهم على الشرعية اليمنية في عام 2014، قال وزير الدفاع، إن التعاون العسكري بين اليمن والولايات المتحدة ما زال محدوداً، حيث توقفت المساعدات العسكرية الأمريكية منذ عام 2014، ولم تعد إلى المستوى نفسه حتى الآن.

فيما أكد أن التعاون والتنسيق مع السعودية في أعلى المستويات، لا سيما خلال فترة الحرب التي عصفت باليمن خلال السنوات الماضية، وأضاف أن كل ذلك كان بمشاركة قوات التحالف العربي بقيادة المملكة التي شاركت في هذه العمليات، ومثلت إضافة نوعية لجاهزية القوات في المنطقة بشكل عام.

كما أكد الفريق الداعري، أن "العلاقات مع السعودية تزداد تطوراً كل يوم، ونحن على أعلى درجات التنسيق، ونعمل على قدم وساق لتنفيذ المهام وإنجازها بالشكل الذي يجب في المنطقة"، مبيناً أن السعودية بكونها قائدة التحالف تلعب دوراً كبيراً وتقدم الإمكانات كافة.

وقال: "المملكة لم تبخل يوماً من الأيام عن تقديم الدعم سواء العسكري أو المادي أو المعنوي، ولأنها القوة الأقوى في المنطقة لم تبخل على أشقائها في الجمهورية اليمنية بتقديم كامل الدعم، ليس فقط النواحي المادية، بل قدموا الخبرات والتجارب الاستراتيجية وشاركوا على الأرض وقدموا دماءهم وأرواحهم في سبيل نصرة القضية التي نقاتل من أجلها في اليمن".

وعن الدور الإيراني، أكد وزير الدفاع، أن "إيران تلعب دوراً سلبياً في دعم المليشيات الحوثية منذ سنوات طويلة، من خلال تهريب السلاح والخبراء، محاولة إشعال الفوضى دون النظر إلى المصالح المشتركة أو استقرار اليمن والمنطقة".

وقال إن إيران تقدم الدعم وتسلط المليشيا الحوثية لتنفيذ عمليات عدائية في المنطقة، "ما هو مشروعهم وماذا يريدون لا نعلم، لم يأتوا إلينا يوماً من الأيام ويقولوا لدينا مصالح مشتركة، هم فقط يصدرون الموت لليمن وللمنطقة ويعتقدون أنهم بهذا المشروع سيسيطرون على كل شيء، لكن بالعكس، لا يمكن لشعوب المنطقة أن تستسلم".

وفي ملف البحر الأحمر، أوضح الفريق الداعري، أن استمرار مليشيا الحوثي في استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، يشكل خطراً على اليمن والمنطقة، وعدّ الهجمات الحوثية على الملاحة هروباً من الوضع السيئ الذي تواجهه المليشيا في الداخل، وأشار إلى أن المليشيا الحوثية لن تتوقف عن استهداف الملاحة الدولية حتى في حال توقف الحرب في غزة.

وعن توحيد القوات، قال وزير الدفاع، إن لجان توحيد القوات العسكرية التي شكلها مجلس القيادة الرئاسي حققت تقدماً ملحوظاً، حيث تم تشكيل هيئة العمليات المشتركة، وأبدى تفاؤله رغم الصعوبات، بأن تستمر هذه الجهود لتحقيق توحيد القيادة العسكرية في مواجهة العدو المشترك، المتمثل في المليشيا الحوثية.

وقال: "هذه اللجان بدأت أعمالها وقطعت شوطاً كبيراً، صحيح أنها لم تصل للمستوى المطلوب خلال فترة وجيزة، لكن رافقتها الكثير من الصعوبات واستطاعت أن تنجز الكثير ومن ضمنها تشكيل هيئة العمليات المشتركة التي تحوي كل المكونات، وهي ناجحة جداَ وفيها ضباط من أكفأ القيادات الموجودة في كل المكونات العسكرية".

وأضاف الفريق الداعري: "نحن في قيادة وزارة الدفاع نسعى إلى أن تكون هذه المكونات العسكرية كلها تحت قيادة واحدة بحيث تستطيع أن توحد قرارها، لا يوجد لدينا في المرحلة الحالية غير عدو واحد وهو المليشيا الحوثية، اللجنة أنجزت ما يصل إلى 70% ويبقى التنفيذ".

وأكد وزير الدفاع، أن الجيش جاهز للتحرك باتجاه صنعاء في أي لحظة، مشيراً إلى أن المليشيا الحوثية تضعف يوماً بعد آخر، وأضاف: "نحن في الجيش والقوات المسلحة اليمنية ووزارة الدفاع وكل المكونات اليمنية والمقاومة هدفنا الأساسي هو صنعاء".

وتابع: "مليشيا الحوثي لا تلتزم بالعهود والاتفاقيات وعندما تضعف تستخدم أساليب عدة للحصول على تعاطف الآخرين، وهي مشروع غير مستمر ووقتي يمكن أن ينتهي في أي لحظة، وبالتالي نحن جاهزون بأن نكون في تلك الأماكن اليوم أوغداً أو بعد غدٍ".