علي العمراني
احتفت عدن، وهي عدن اليمن وعيونها وقلبها، طوال عمر جمهورية اليمن الديمقراطية، الثلاثة وعشرين عاماً، بكل مفاخر اليمن وأمجادها وثوراتها، وابتهجت بقيام ثورة 26 سبتمبر من يومها الأول، ونزل العدنيون يومذاك إلى الشوارع يتظاهرون تأييداً لتلك الثورة المجيدة، وكان الاستعمار القديم ما يزال جاثماً.
وبعد سنة من ثورة 26 سبتمبر 1962 عاد الشهيد راجح بن لبوزة من صنعاء، بعد مشاركته مع جموع غفيرة من أبناء الجنوب اليمني المحتل في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر، ليفجروا من جبال ردفان الأبية ثورة 14 أكتوبر 1963 ضد الاحتلال البريطاني.
وعلى الرغم من خلافات الإمام مع بريطانيا، إلا أنها كانت تحرص على بقائه وعودته، فهو لا يشكل خطراً عليها بحجم خطر الثوار الوطنيين الأحرار وعزيمتهم على تحرير كل الأرض اليمنية من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما كما نص الهدف الأول لثورة 26 سبتمبر، وكما حدث بالفعل.
الاستبداد والاستعمار، ومخلفاتهما، يسيطران الان على عدن وصنعاء.
وفي كل من عدن وصنعاء لم يُسمَح كما ينبغي الإحتفاء بثورة 26 سبتمبر، حتى أن رئيس الوزراء، بن مبارك، ذهب ليحتفل مع أهل مأرب بعيد ثورة 26 سبتمبر!
ولم يستطع لا هو ولا غيره من أعضاء مجلس الرئاسة أن يحتفوا بثورة 26 سبتمبر في العاصمة عدن!
في عدن تم رفع علم الجمهورية اليمنية، لأول مرة، في ذلك اليوم التاريخي الخالد 22 مايو 1990، وهو نفس العلَم الذي رفعه الرئيس قحطان محمد الشعبي في عدن، عشية إعلان الإستقلال 30 نوفمبر 1967، ومع ذلك لا يجرؤ أحد من مسؤولي الدولة أن يرفعه على أي مبنى حكومي في العاصمة عدن، اليوم!
ندد كثيرون بالحوثيين عندما ضايقوا المخفيين بثورة 26 سبتمبر في صنعاء، وحيثما يسيطرون، والحوثي يستحق كل تنديد وشجب واستنكار، فهو أبو الكوارث والنكبات لكن السكوت كان وما يزال سيد الموقف، عندما يُمنَع الاحتفال بثورة 26 سبتمبر وبالعيد الوطني المجيد 22 مايو، في العاصمة عدن.
من تجاملون يا أيها الصامتون الطيبون؟!
احتفى المسؤولون اليمنيون مع السعودية بعيد وحدتها. ويستحق السعوديون التهنئة بعيد وحدتهم، وهو عيد وطني سعودي حقق فيه الآباء والأجداد السعوديون مع عبد العزيز -وهو بطل وطني سعودي، بل بطل عربي في الحقيقة قياساً إلى إنجازه الكبير -وحدة خمس دول، في جزيرة العرب، بالسياسة وبالحرب والقوة، وأزال ممالكاً ودولاً، وكوَّن دولة عربية كبيرة واحدة.
والسعوديون مستعدون أن يخوضوا الف حرب في سبيل الحفاظ على وحدة بلدهم، مثل الأمريكيين كما قال تركي الحمد، وهو مفكر سعودي مقرب من الحكم.والحمد محق في موضوع الحفاظ على وحدة بلاده، لكن مشكلته أنه ومعه بعض الكتاب والإعلاميين الخليجيين، لهم مواقف مشبوهة ومعادية ضد اليمن ووحدته، مثل الجارالله وبن طفله العجمي وعبدالخالق عبدالله ومحمد آل زلفى، وحتى محمد الرميحي!
بالمقابل هناك من يخالفهم الرأي في السعودية وفي الخليج تجاه اليمن.
أما “قادة اليمن” في هذا الزمن المسخ الهجين، فلا أحد يدري ماذا يرتبون وبماذا يجب أن يفخروا، الآن وفي المستقبل، بالوحدة أم بالتجزئة!!
مع أن وحدة اليمن، لو يفهمون، هي أهم إنجاز تاريخي، تحقق لليمنيين في المائة عام الأخيرة، بل ربما منذ قرون. وكان يصفها الراحل عبدالقادر باجمال، إبن حضرموت العزيزة، بأنها أهم عملية إصلاح تاريخي في اليمن، مع أن عضو الرئاسة البحسني، وهو من حضرموت أيضاً، عبر عن إعجابه باحتفال السعودية بعيد وحدتها، وهو مستعد كما يبدو للإحتفال بعيد وحدة الإمارت، الذي زار أمريكا بجوازها للترويج للإنفصال، لكن عضو مجلس الرئاسة اليمني غير مستعد للإحتفاء بأي شيء يخص اليمن، بما في ذلك عيد ثورتها ووحدتها! وهو ليس وحده بالطبع في هكذا تناقض صارخ في زمن المضحكات والمهازل والهوان.
نعرف أن هناك مشروعاً انفصالياً ممولاً ومدعوماً من فوائض النفط الكثيرة. وندرك أن مشروع الإنفصال البائس لا شيء في الحقيقة لولا الدعم والتمويل الخارجي الكبير، على غرار ما كان يفعل المستعمرون القدامى مع مشاريع التجزئة والتقسيم.
لكن المستعمرين القدامى، قد يتوقفون عندما يجب أن يتوقفوا!
أما “المستعمرون الجدد” فإن فلوسهم كثيرة وعبثهم بلا سقف محدود، ولا يُواجَهون بموقف يمني واضح إلى الآن، ويُقدّٓم لهم المديح والشكر في كل مناسبة، حتى في كلمات وبرقيات عيد الثورة، وهم وأتباعهم يمنعون الإحتفاء بها في العاصمة عدن، ويوقفون عمليات التحرير في الأطراف الشطرية السابقة بهدف تجزئة اليمن!
إن المشاريع الفئوية، دون الوطنية، حوثية أو إنفصالية، هي ملة واحدة، ويجب أن تكون مستنكرة على الدوام ومرفوضة بحزم، دون خضوع مذل أو سفسطة فاضية.
ولا فرق بين يمنع الإحتفال بثورة 26 سبتمبر أو العيد الوطني 22 مايو في صنعاء أو عدن!
تابعوا شروين المهرة على
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أجمع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، على رفض أي تصعيد جديد للصراع في اليمن. جاء ذلك خ
ماهي مستجدات قرارات اللواء عيدروس الزُبيدي ؟ ولماذا يغادر الامارات متوجها الى الرياض ؟وهل يوافق الرئ
المكتب السياسي للمقاومة الوطنية يصدر بيان على مستجدات الاحداث الاخيرة عقب قرارات اللواء عيدروس الزُب
الإمارات تحرك ملفات الإقالة في اليمن وتجهز خليفة للعليمي صعدت الإمارات، الأربعاء، ضغوطها على المجل
خرج الإنقسام الحاصل داخل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، إلى السطح، بعد تصريحات مفاجئة قالها عضوا الم
كشفت صحيفة الأمناء، نقلاً عن مصادر دبلوماسية مطلعة، أن سفراء دول الرباعية (السعودية، الإمارات، الولا
وصل قبل قليل سته من قيادات المجلس الرئاسي الى العاصمة السعودية الرياض. ووصل قيادات المجلس بدعوة خاصة
سعر مفاجئ للريال اليمني أمام الدولار والسعودي.. الأسعار اليوم شهدت أسواق الصرف في مناطق سيطرة الحك