تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
النكبة اليمنية في نهاية عامها العاشر!
133 قراءة  |

عندما قُتل حسين الحوثي في 2004، جاء أخوه يحيى، زميلنا في مجلس النواب، إلى المجلس، صباح انتشار الخبر، وذهبت إليه لأعزيه.

كانت علاقتي بيحيى كما هي بأخيه حسين، زميلنا السابق، عادية، لكننا في النهاية زملاء، وأبناء وطن واحد، وبشر  ممن خلق! ولم يكن ظاهراً حينذاك أن نظرتهم إلينا مختلفة وأنهم لا يشاركوننا نفس المفاهيم الواضحة تجاه كوننا إخوة ومواطنون سواسية، وهذا لب المشكلة.. وما كنا نظن أنهم بعد عشر سنوات، من ذلك التاريخ، 2004؛ سوف يتسببون في كارثة اجتياح صنعاء وما ترتب عليها من مآسي وشتات وتشرد وسلب ونهب، ونكبة تاريخيّة، وتدخل خارجي، مع أن نكبات اليمن ملازمة للإمامة منذ الف عام.

قال لي يحيى يومها إن سبعة من أسرته قُُتلوا في تلك الحرب، بما في ذلك إبنه وأخيه حسين.وبدا كمن لا يبدو عليه حزن أو أسف! ويرجع ذلك إلى عقيدة الاستشهاد التي يعتنقونها، منذ الحسين بن علي، وهي عقيدة نكبات منذ يومها الأول وما تزال.وتُذَكِّر في الجانب الآخر  باستشهاديي القا.عدة ودا.عش، وحتى نمور التاميل!

ومع أنني ضد تمردهم المسلح على الدولة، لكن لا بد أنني كنت متعاطفاً مع أسرة ذهب منها كل ذلك العدد، وبالتأكيد مع ضحاياهم الكثر، من الجيش والأمن، والمواطنين.وكنت أدرك أن هناك أيتاماً صغاراً  لا بد أن يعني لهم الفقد شيئاً كثيراً، مهما بدا يحيى متجلداً.

وقد جربت ذلك في السابعة من عمري!

 في وقت لاحق، تحدث بدر الدين والد حسين، في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة الوسط، مارس 2005, ولا بد أن عقيدة الرجل في موضوع الإمامة حينذاك، حسب المقابلة، قد صدمت كثيرين، وكان يُظَنُّ  أن أحداً لم يعد يؤمن بالإمامة وقتها، كما أعلن علماء الزيدية في 1995.

وعند إلحاح جمال عامر على بدر الدين، في السؤال عن شرعية السلطة القائمة؛ قال : لا تحرجني!

ومرت الأيام، والحروب الستة، وعبرت مراراً عن رأيي المعارض للتمرد..

وفي مثل هذا اليوم 18 سبتمبر 2014، قبل عشر سنوات، بدأ اجتياح صنعاء.

وكنت ساكن في شارع الثلاثين حيث بدأت الحرب؛ واقترح علينا أحد الجيران، مغادرة البيت، خشية أن تسقط عليه قذيفة عن طريق الخطأ!

 وكان أول بيت يقتحمونه بيتنا، وفتحوا كل أبوابه المغلقة بالرصاص والقذائف، وعاثوا فيه خراباً ونهباً وسلباً واستحداثات من بعد. وكان أَولى أن ينسفوه نسفاً، ولا يبقون فيه حجراً على حجر، مثل أمثاله الكثير.. وقلت للحراسة يومها، لو أراد الحوثيون  نسف البيت ساعدوهم ولا تقاوموهم! وأعلنت ذلك وقتها على صفحتي هذه، وكنت ما زلت في صنعاء.

ومرت إمرأة وأبنائها أمام البيت وهي ممن اعتاد الزيارة أثناء وجودنا،  وحراسة البيت أثناء غيابنا، قالت أريد دخول البيت! ورد عليها قائدهم : تقصدي بيت الوزير التكفيري، باقي لنا معه حساب عسير! لم أعد عضوا في الحكومة منذ يونيو  2014 .

لم تكن الدا.عشي والخائن والمرتزق  قد دخلت قاموسهم بعد! وكانوا يسمون مناوئيهم "المنافقين" في حرف سفيان والجوف وصعدة، كما لاحظت في 2010 عند وجودي هناك! وكان يقول أبو حسين الذي رافقنا إلى قرية الحيرة : هذه قرية تتبع المجاهدين، أما تلك فهي قرية المنافقين!

وما دامك  تعارضهم، فأنت منافق وتكفيري، ود.اعشي، و مرتزق، دمك ومالك وعرضك حلال، وهكذا منذ وطأت أقدام الرسي اليمن منذ ألف عام!

ومنذ علي بن الفضل والهمداني ونشوان، والرسوليين والطاهريين والصليحيين، وهم يروجون التهم الزائفة الباطلة ضد خصومهم.

كان الظن الغالب لدى كثيرين، أن الحوثيين لن يسيطروا على صنعاء كاملة، وفي حال سيطروا على الفرقة فإن الوحدات الأخرى الضاربة لن تسمح لهم بتجاوز شارع الزبيري، كما كان يحدث مع انتفاضة  2011!

 لكنهم بعد سقوط الفرقة وجدوا الطريق سالكة في كل اتجاه، ودون مقاومة، وكان يمكن لطقم أو اثنين من المليشيات، أو نحو ذلك، أن يسيطر على معسكر فيه المئات، أو الآلاف، دون مقاومة، على مرأى ومشهد. ولم تكن المشكلة عند الأفراد وكثير من الضباط، ولكن العيب في "الكبار" الصغار في الحقيقة، الذين لم يعدوا خطة دفاعية وأمنية للدفاع عن العاصمة، ولا دعوة للتعبئة العامة. ولو حصل ذلك فإن الحوثي لن يدخل العاصمة لو قاتل مائة عام!

 

كانت بعض وسائل إعلام "ثورية " و"جمهورية" نعرف أصحابها وأحزابها ومموليها، تحتفي بالحوثيين وتنحاز إليهم وتستبشر بهم وتروج لهم، وتسخِّف خصومهم، وهم ما يزالون في عمران، وهم يحاصرون صنعاء، وهم يجتاحونها! وهناك من "الجمهوريين" من كان ينسق مع الحوثيين، وقد لاحظنا ذلك وقتذاك!

وعرفنا نماذج تؤكد ما قاله جمال بن عمر، بأن السياسيين الأغبياء هم سبب اجتياح صنعاء، الذين قالوا له : سوف يعود الحوثي صعدة، بعد التخلص من جامعة الإيمان والفرقة!

ونتذكر مواقف لا تدل إلا على الخبال والتفاهة  (آسف للفظ!)، وتؤكد أن اليمن لم تكن بحوزة أيادي أمينة.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
بيس هورايزونس | 953 قراءة 

الإهداء: إلى الإنسان الجميل الصديق، العميد/ جابر عبده فارع. المخفي قسرياً حتى اليوم. ارتبط اسم جابر


العين الثالثة | 850 قراءة 

كشفت مصادر حكومية مطلعة عن تصاعد حدة الخلافات داخل أروقة الحكومة اليمنية، في ظل إصرار رئيس الوزراء س


حشد نت | 726 قراءة 

الأرصاد تحذر: سيول وعواصف رعدية وانزلاقات صخرية تهدد عدة مناطق


المرصد برس | 625 قراءة 

توفيت في العاصمة صنعاء، شقيقة الرئيس اليمني الشهيد إبراهيم محمد الحمدي، وحرم القاضي الأستاذ عبدالله


المشهد اليمني | 512 قراءة 

في خطاب لاذع ومباشر، فتح أحمد علي عبدالله صالح النار على ميليشيات الحوثي، موجهًا رسائل دعم وتهديد


نيوز لاين | 493 قراءة 

قرارات حكومية جديدة لدعم الريال اليمني وتعزيز الاستقرار الاقتصادي


الحدث اليوم | 486 قراءة 

انقلاب عسكري .. وزير الدفاع بحكومة الشرعية يتعرض لطعنة غادرة 


كريتر سكاي | 435 قراءة 

 وصلت  سيول الأمطار إلى أسطح المنازل في منطقة الحسوة بعدنهذا ووصل


موقع الأول | 409 قراءة 


بران برس | 281 قراءة 

وجه وكيل محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن) رئيس لجنة الطوارئ، عبد ربه مفتاح، السبت 23 أغسطس/ آب 2025م،