يمن ديلي نيوز

– خاص: في سياق الجدل الدائر حول استخدام الرمزيّات في الاحتفالات الدينية، يسلط “يمن ديلي نيوز” الضوء على رمزية اللون الأخضر الذي تستخدمه جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا بشكل مكثف في احتفالات المولد النبوي.

تقول الجماعة إن استخدام اللون الأخضر يعود لأنه اللون المحبب إلى الرسول (ص) وأنه لون أهل الجنة، وتورد في سياق حديثها عن أسباب استخدامها اللون الأخضر العديد من الآيات القرآنية عن اللون الأخضر في الجنة.

ولم يعرف لدى أتباع المذهب الزيدي في اليمن اهتماما بالغا باللون الأخضر قبيل مجيئ الحوثيين، إلا أنه ومن خلال متابعة الاحتفالات بالمولد النبوي في العراق ولبنان يتضح استخدام الشيعة للون الأخضر لكن ليس بالكثافة التي يستخدمها الحوثيون.

تورد المواقع الشيعية في حديثها عن سبب استخدام الشيعة للون الأخضر الآيات القرآنية التي تتحدث عن اللون الأخضر في الجنة كدليل قرآني لتبرير اختيار اللون الأخضر، أما في الأحاديث النبوية فتورد أدلة على ارتباط اللون الأخضر بعلي بن أبي طالب.

ومن الأدلة التي يوردها الشيعة المنشورة في موقع “اللواء الحسيني” ومواقع أخرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم “وأئمة أهل البيت” كانوا يستخدمون اللون الأخضر، وأن الرسول (ص) أعطى علي بن أبي طالب في ليلة الهجرة رداءه الأخضر الذي كان يرتديه لكي يستخدمه في تلك الليلة.

وتضيف من الأدلة ما نصه “أن الغالب في مشاهدات المؤمنين للرسول (ص) والمعصومين (عليهم السلام) في الرؤيا هو أنهم شوهدوا بثياب خضراء، وعمائم خضراء، كما أن اللون الأخضر هو لون راية لواء الحمد يوم القيام التي يرفعها “علي بن أبي طالب”.

أما السبب الخامس الأخير فتورد ذات المنصة “اللواء الحسيني” هذا النص: اللون الأخضر هو رمز للسلالة الطاهرة (عليهم السلام) ، وهو اللون الذي يرمز إلى الاسلام، وهو اللون المُحبَّب في الطبيعة، و قد اكتشف العلماء بعض خواص هذا اللون”. انتهى.

ومع أن الأدلة لم تورد نصا صريحا وواضحا عن أن الرسول الكريم حث على ارتداء اللون الأخضر أو استخدامه أو الاهتمام به في مناسبة من المناسبات، يتساءل البعض عن اللون المحبب لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقول المحقق الدكتور “فضل مراد” أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة في جامعة قطر لـ”يمن ديلي نيوز”: “ما يُدعى عن حب النبي (صلى الله عليه وسلم) للون الأخضر هو أمر يحتاج لمراجعة. فالأحاديث الصحيحة تشير إلى أن النبي كان يُفضل اللون الأبيض، حيث قال ‘البسوا من ثيابكم البياض’.

وأكد “مراد” أن “الروايات التي تدعي حب النبي للون الأخضر ضعيفة وغير موثوقة، وأنها تخالف الأحاديث الثابتة”.

وأردف: التأكيد على اللون الأخضر كشعار للنبي (صلى الله عليه وسلم) لا يستند لأسس من الكتاب أو السنة، كما أن القبة الخضراء في المدينة المنورة ليست دليلاً شرعياً، وقد حصلت على هذا اللون في مراحل تاريخية مختلفة دون مبرر ديني.”

وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفضل اللون الأبيض، وفقًا لما هو ثابت في الأحاديث الصحيحة، حيث قال: “البسوا من ثيابكم البياض، وأحب الثياب إليكم البياض، وكفنوا فيها موتاكم.”

وأشار الدكتور فضل مراد إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ارتدى البردين الأخضرين، إلا أن الحديث حول هذا الأمر ضعيف، كما ذكر حديث آخر يتحدث عن حب النبي للون الأخضر، لكنه قال إن هذا الحديث لا يصح من الناحيتين الرواية والدراية.

فمن الجانب الروائي، يحتوي الحديث على راوي متروك، وهو مصنف ضمن الأحاديث المنكرة وفقًا لآراء العديد من أهل العلم.

ولفت إلى أن الأحاديث الصحيحة الثابتة تُظهر بوضوح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الثياب البيضاء. مضيفًا: “إذا سلّمنا جدلاً بأن النبي يحب اللون الأخضر، فإن السبب قد يعود إلى حبه لرؤية الخضرة في الطبيعة كنوع من مظاهر جمال الخلق.”

وفيما يتعلق باللون الأخضر كرمز للنبي اعتبر مراد أن استخدامه كدليل يحتاج إلى تمحيص، وخصوصًا أن القبة الخضراء التي تُنسب إليه لا تستند إلى دليل قاطع من الكتاب أو السنة.

وأضاف: “التاريخ يُظهر أن هذه القبة كانت في أوقات سابقة بألوان مختلفة، وهو ما يتطلب التحقق من صحة هذا الاعتقاد.”

كما شدد على ضرورة عدم استخدام اللون الأخضر كحجة. مُشيرًا إلى أن التحول إلى الألوان المبهجة والمبالغ فيها مثل الطلاء الأخضر لا يتناسب مع قدسية النبي صلى الله عليه وسلم.

واعتبر الدكتور “فضل مراد” الافراط في استخدام الظليات واللون الأخضر من مظاهر الإسراف.

مرتبط

الوسوم

ميلاد الرسول الكريم

الاحتفال بالمولد النبوي

جماعة الحوثي

رمزية اللون الاخضر

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط