طحنتني الهموم ليعجنني قلقي، ثم تخبزني زفراتي ويأكلني الخوف من زمن لم يعد زمنا، وأنام على أمل أن تولي الكوابيس عني، واصحو جديدا أذوق التميرات والماء ثم أسرح شعري وأمشي إلى عملي ببشاشة وجهي وحسن الظنون.

أتوارى قليلا وأسرع كي لا يشاهدني في الطريق المقوت والدائنون.

أصعد الباص، أصغي لمذياع هاتفي الخلوي، مرارا أنا أتحسس في الجيب أجرة باص الصباح، أنا أتحسس سيجارتي والهوية ثم أقول : هنا لو سمحت وأنزل مبتسما وأسير إلى عملي وأسبح باسم الذي قال للشيء كافا ونون.

في الزحام على طرق المشي أمشي، فأسبق بعض المشاة ويسبقني بعضهم، وأرد السلام على من يبادرني بالسلام، وأمشي وظلي يميني، وأشرب شايا وأشعل سيجارة وأبدد بعض الدقائق حتى تحين محاضرتي. كل حين أجدد أسلوبها والكلام فنون.

أنتهي وأعود على طرق المشي، أمشي وظلي قليلا تقلص لكنه في يساري، وأصعد باص الإياب، أفذح، أصغي لأغنية الباص، اسمع طالبة حين قالت “: على جنب”، صاح الجميع :”على جنب” في ضجة وجنون.

أتجول في السوق كي أشتري القات والتبغ ثم أسير الى مطعم السلتة البلدي ” أزكن” ثم أفسبك حتى يحين الغداء واذهب نحو ” الطرمبة” ثم أعود إلى منزلي وأنام قليلا من الوقت ثم أقوم أدشن مضغي لقاتي وأدخل في ملكوت القصيدة أمدح هذي البلاد الحنون.

وأسهر ليلا، أفسبك ثم ادردش ثم أعرج صوب الجرائد أقرأ ما صنع الشر والخير: ما صنع الغرب والشرق، ما من جديد على هذه الأرض لا شيء غير الحروب ونهب الموارد، اكتب لام الكلام ونون الجنون.

أشعل المجرمون الحديدة كي يستروا عورة المجرم الداخلي الذي ( طلب الجن كي يركضوه) ويقنع قطعانه بصواب المسار ليستثمر الموت والصلف القبلي وبعض الغباء الحرون.

يتنازل عن وقته الوقت والكائنات الغبية تخسر قوتها والقرار وترضخ للموفد الأممي الذي صار لا يشتهي غير انقاذ ثور الحروب وتزويده بالقرون.