قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الإسرائيليين وافقوا على شروطه بشأن صفقة شاملة لإنهاء الحرب في غزة، مؤكدًا أن الوقت قد حان لكي توافق حركة حماس أيضًا، وأضاف في تصريحات نقلتها وكالات دولية: "نطالب بإطلاق سراح الأسرى وعودتهم من غزة إلى ديارهم، ونطالب جميعًا بإنهاء هذه الحرب"، محذرًا حماس من تبعات عدم قبول الصفقة، واصفًا هذا التحذير بأنه الأخير.

وبحسب ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن ترامب نقل مؤخرًا إلى حماس مقترحًا يتضمن الإفراج عن جميع الرهائن في اليوم الأول من الاتفاق، إلى جانب إلغاء عملية "عربات غدعون 2" العسكرية، والشروع في مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب تحت إشرافه.

وفي أول رد سياسي بارز، دعا وزير الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس إلى قبول المقترح دون تردد، قائلاً: "رد إسرائيل يجب أن يكون بنعم واضحة، ويجب عدم إضاعة الفرصة لإنجاز صفقة تاريخية". كما طالب أحزاب المعارضة بتوفير دعم سياسي كامل للمبادرة، بما في ذلك الانضمام إلى الحكومة لفترة مؤقتة.

من جهتها، أصدرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بيانًا دعت فيه الحكومة إلى دعم المقترح دون تحفظ، معتبرة أن الاتفاق المقترح "يمهد الطريق لأمن إسرائيل وينهي حربًا أبدية استمرت قرابة عامين"، ويتيح إطلاق سراح جميع الرهائن وعودة الجنود إلى ديارهم.

وفي السياق ذاته، نقل موقع "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين أن المبعوث الأمريكي ويتكوف أرسل الأسبوع الماضي مقترحًا جديدًا لحماس، يتضمن حلًا شاملًا لإطلاق سراح الأسرى مقابل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، مشيرًا إلى أن المبادئ المقترحة تتوافق مع المطالب الإسرائيلية، وفقًا لما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فقد منحت تل أبيب الضوء الأخضر للمقترح الأمريكي، وسط ترقب دولي لموقف حركة حماس، التي لم تصدر بعد ردًا رسميًا على المبادرة.

ومن جانبها رحّبت حركة "حماس" بأي تحرك دولي من شأنه دعم الجهود المبذولة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، مؤكدة استعدادها الفوري للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وذلك في أول رد رسمي على المقترحات التي نقلها الوسطاء من الطرف الأمريكي بشأن اتفاق شامل لوقف إطلاق النار.

وفي بيان صحفي صدر مساء الأحد أوضحت الحركة أنها تلقت عبر الوسطاء أفكارًا أمريكية تهدف إلى التوصل لاتفاق ينهي الحرب، مشيرة إلى أنها منفتحة على مناقشة إطلاق سراح جميع الأسرى، مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب، وانسحاب كامل من قطاع غزة، وتشكيل لجنة من المستقلين الفلسطينيين لتولي إدارة القطاع بشكل فوري.

وشددت حماس على ضرورة وجود ضمانات معلنة وصريحة تلتزم بها إسرائيل تجاه أي اتفاق يتم التوصل إليه، تجنبًا لتكرار تجارب سابقة، كان آخرها الاتفاق الذي وافقت عليه الحركة في القاهرة بتاريخ 18 أغسطس 2025، بناءً على مقترح أمريكي، ولم تتلقَ عليه أي رد من الجانب الإسرائيلي حتى الآن، بل استمرت العمليات العسكرية والمجازر بحق المدنيين، بحسب البيان.

وأكدت الحركة أنها في تواصل مستمر مع الوسطاء لتطوير هذه الأفكار إلى اتفاق شامل يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، ويضع حدًا للحرب المستمرة، ويؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار في قطاع غزة