أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” – إسحاق الحميري:

صدر مؤخراً تقرير عن منصة متخصصة في الأمن السيبراني قال إن شبكة تجسس تابعة لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيا استخدمت برمجية تجسسية لاستهداف قيادات عسكرية في دول عدة بينها “السعودية وقطر وعمان”، والعاملين في المنظمات الإنسانية بصنعاء.

التقرير الصادر عن منصة “لوك آوت” المتخصصة في الأمن الرقمي الأسبوع الماضي قال إن شبكة متحالفة مع جماعة الحوثي استهدفت ببرمجيات تجسسية قيادات عسكرية في كل من “اليمن والسعودية، ومصر، وعمان، والإمارات، و ‎قطر، ‎وتركيا”.

ووفق التقرير فإن عملية التجسس بدأت منذ سنوات وليست حديثة العهد، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه هل لدى الحوثيين القدرة على التجسس ومراقبة قيادات عسكرية لدول الإقليم، وإذا كان الأمر قائم فما هي وسائل وأسباب وقوع هذه القيادات في فخ المراقبة وماهي وسائل الحماية.

حرب نفسية

من وجهة نظر عسكرية يقول الخبير والمحلل العسكري العميد “عبدالرحمن الربيعي”: لا يجب تصديق مثل هذه الهراءات وفي تقديري، أن هذا الخبر لا أساس له من الصحة.

وأردف في حديث مع “يمن ديلي نيوز”: لا يمكن للحوثيين أن يصلوا إلى هذا المستوى من العمل الاستخباراتي لدول تملك أفضل تقنيات محاربة الجاسوسية وأمن المعلومات، وهذه الدول آلتي أوردتها ليست ذا شأن يهم الحوثيين أو غيرهم”.

وتحدث عن فرضية أن “من الممكن أن يكون الحوثيون هم من سربوا مثل هذه المعلومات، ليظهروا أنفسهم كقوة إقليمية عسكرية ومعلوماتية كنوع من حربهم الدعائية والنفسية لدولة الجوار المملكة العربية السعودية”.

وأكد الربيعي أن “هذه التسريبات تأتي خصوصاً في الوقت الذي يطلق فيه الحوثيون تهديدات ضد المملكة العربية السعودية”.

ولفت إلى فرضية أخرى في حال ماكان التجسس صحيحا، وهي أن الدول هي من سربت هذه المعلومات لغرض إعطاء رسالة قوية للحوثين أنهم غير غافلين عما يقومون بعمله”.

وتابع: “هي رسالة مفادها أيضا “أننا لم نعد نثق فيكم ولم نعد وسطاء فيما بينكم والحكومة الشرعية والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، لأن هذه الدول وخصوصاً عُمان أصبحت محل شك فيما يتعلق بعلاقاتها بالحوثيين”.

وأردف: “سلطنة عُمان تتماها مع جماعة الحوثي وهذا يجعلها بموقف محرج خصوصاً أمام السعودية لأنها عضو بمجلس التعاون الخليجي، وعلاقتها مع السعودية خصوصاً تعتبر علاقة شراكة استراتيجية بأمن البلدين”.

واوضح: أن “هذه القصة قد تكون مفبركة الغرض منها إعطاء رسالة قوية للحوثين أنهم تجاوزوا كل اخلاقيات العمل السياسي لتجد نفسها أي هذه الدول في حل من وسيط بين الحوثيين والأطراف الأخرى تحت هذا المبرر”.

استغلال وطرق أخرى

وبعيدا عن الرؤية العسكرية للأمر، يرى مختصون في الأمن السيبراني أن الأمر ممكن خاصة في ظل سيطرة جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا على شركات الاتصالات تتيح لها الاطلاع على حركة المكالمات، يسهل عليها استخدام برامج تجسس تستهدف أرقام القيادات العسكرية التي اصطادتها عبر المكالمات.

يقول المختص في الأمن السيبراني وتقنيات المعلومات ” فهمي الباحث” إن جماعة الحوثي المصنفة إرهابياً استخدمت كل ما يمكن استخدامه للتجسس على القيادات العسكرية أو غيرها، ومراقبة الاتصالات والرسائل خصوصاً في ظل سيطرتهم على “شركات الاتصالات”.

وأضاف “الباحث” في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز”: فضلا عن مراقبة المكالمات والرسائل هناك طريقة أخرى يمكن للحوثيين استخدامها ببرمجيات تجسسية، مستغلين فيها تكتيكات الهندسة الاجتماعية التي تحفز المستهدف على تحميل وفتح هذه التطبيقات، والتي بدورها تعطي صلاحيات الوصول عن بعد للأجهزة أو إرسال ملفات من الجهاز إلى سيرفرات تمتلكها الجماعة”.

وعن كيفية الخطوات التي يمكن اتخاذها لحماية البيانات الشخصية من التجسس، قال “الباحث” إن “تطبيق إجراءات الحماية، ونشر الوعي التقني في أوساط الجهات أو الشخصيات المستهدفة سيشكل فرقاً كبيراً في تجنب الوقوع كضحايا لمثل هذه التطبيقات التجسسية، الخبيثة”.

إلى ذلك تقول المختصة في الأمن الرقمي “نور خالد” إن تجسس الحوثيين على قيادات عسكرية خارج اليمن قد يكون أمرا واردا “فالحوثيون يسيطرون على الاتصالات في اليمن بشكل كامل وبإمكانهم مراقبة حركة الاتصالات والتجسس ولديهم الصلاحية بالوصول لكل شيء من اتصالات ورسائل نصية وغيرها.

وأضافت في حديث لـ”يمن ديلي نيوز”: لا أستبعد أن يتجسس الحوثيون على قيادات عسكرية في دول أخرى سواءً عن طريق الهندسة الاجتماعية والتي “تنجح في إيقاع الكثير في غالب الأحيان أو بطرق أخرى كالتجسس عن طريق بعض البرامج والتطبيقات التي قد يقوموا بتنصيبها.

وقالت: إن ذلك خاضع لمدى استعانة الحوثيين بخبراء، في مقابل جهل بعض القادة والأشخاص بأساسيات الحماية الرقمية وكيفية التعامل مع الهجمات الملغمة التي تقوم بها ضدهم.

والأسبوع الماضي قال تقرير صادر عن منصة متخصصة في الأمن السيبراني إن شبكة تجسس تابعة لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيا استخدمت برمجية تجسسية لاستهداف قيادات عسكرية في دول عدة بينها “السعودية وقطر وعمان”، والعاملين في المنظمات الإنسانية بصنعاء.

ووفق التقرير الصادر عن منصة “لوك آوت” تابعه “يمن ديلي نيوز” استهدفت شبكة التجسس المتحالفة مع الحوثيين ببرمجيات تجسسية قيادات عسكرية في كل من “اليمن والسعودية، ومصر، وعمان، والإمارات، و ‎قطر، ‎وتركيا”.

وقال التقرير إن تلك القيادات العسكرية ظلت هدفًا لعملية مراقبة مستمرة عبر أداة تسمى “كلب الحراسة” أو حيوان الحراسة تعمل بنظام الاندرويد، تقوم بجمع بيانات القيادات العسكرية في الدول المستهدفة إضافة إلى العاملين الانسانيين في صنعاء.

وذكر تقرير المنصة المتخصصة في الأمن السيبراني أن الشبكة التجسسية المتحالفة مع جماعة الحوثي استخدمت تطبيقا يحمل إسم “OilAlpha”، للتجسس على المنظمات الإغاثية والعاملين فيها والمستفيدين منها في اليمن.

كما استخدمت الشبكة التجسسية المتحالفة مع الحوثيين روابط وتطبيقات تنتحل صفة هذه المنظمات لسرقة البيانات.

ووفق التقرير استخدمت الشبكة الهندسة الاجتماعية لإرسال برمجية التجسس (الروابط)، عبر الواتساب ومتصفحات الهاتف المحمول، لسحب “الصور والفيديوهات والمستندات وبيانات الموقع الجغرافي ومسارات GPS المحفوظة وتفاصيل، الجهاز ومشغل شبكة الجوال، وإعدادات الواي فاي وغيره”.

وذكرت المنصة أن الأداة التجسسية “كلب الحراسة” هي نسخة معدلة من حصان طروادة للوصول عن بعد لنظام (دندرويد (RAT الذي تم اكتشافه لأول مرة بواسطة شركة “سيمانتك” المملوكة لشركة “بروادكم” في مارس/آذار 2014.

وقالت منصة “لوك آوت” إن برمجية “كلب الحراسة” أو حيوان الحراسة لا تستخدم لوحة الويب (بي إتش بي) المسربة من Dendroid RAT للأوامر والتحكم (C2) ولكنه يستخدم بدلاً من ذلك واجهة خلفية C2 جديدة تم إنشاؤها باستخدام “ASP.NET “.

مرتبط

الوسوم

تجسس الحوثيين

شركات الاتصالات

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط