هكذا تحول 26 سبتمبر من عيد رسمي إلى موجة من الوهج الشعبي؟

هكذا تحول سبتمبر من عيد رسمي إلى موجة من الوهج الشعبي؟

إنها الذكرى السابعة والخمسون لثورة سبتمبر، الثورة التي انتصرت للحق الإنساني والكرامة اليمنية. &; يا له من تاريخ رافض سطرته ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وناضل في سبيله الأحرار. يحتفي اليمنيون بالذكرى السابعة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر وقد تحول من عيد وطني ورسمي إلى موجة من الوهج الشعبي. &; وهج شعبي &; إذ يستقبل اليمنيون ذكرى ثورتهم ضد الإمامة بكثير من الاحتفاء، كيف لا وقد بات سبتمبر الجمهورية انتماء يقاتل عليه اليمنيون أمام عصابة إمامية تسعى لإحياء الحكم الإمامي. &; فلا يزال اليمنيون يخوضون ذات المعركة ضد الاماميين الجدد، وأدركوا ماذا يعني جحيم الإمامة وعهدها، وما يعني أيضا حجم تضحيات الأحرار. &; خمس سنوات منذ انقلاب الحوثيين بالشراكة مع علي صالح عقب ثورة الحادي عشر من فبراير، مستثمرين سخط الناس وسوء الأوضاع، وقدموا حركتهم باعتبارها ثورة ضد الجرعة والفساد. &; لكنهم سرعان ما عادوا للمطالبة بأحقية الولاية وملكهم الضائع، وأسسوا نظاماً قائماً على النهب والقوة وتجهيل الناس، واحتكار ضرائب البلاد وخيراتها. يعود اليمنيون للبحث عن تاريخهم وعن نضالات الأحرار ومطالبات بإحياء تاريخ الثورة ورموز وثوار سبتمبر ومن شارك في الثورة والدفاع عنها. &; ارهاصات الثورة &; الباحث السياسي محمد الصبري قال إن الإرهاصات التي رافقت ثورة سبتمبر من بدايته بدأت بتكون مستويات ثقافية أدت إلى بروز مجموعة من القادة الذين حملوا على عاتقهم إحياء الروح الثورية والمناضلة والمتمردة على الحاكم المطلق. &; وأضاف الصبري، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة بلقيس مساء أمس، إلى أن ثورة سبتمبر نقلت الإنسان اليمني نقلة تاريخية لم تحدث من قبل ولم يشهدها التاريخ اليمني، معتبرا ثورة سبتمبر من أنبل وأجل الثورات التي خاضها الإنسان على مستوى الإنسانية وعلى مستوى العالم. &; ولفت إلى أن اليمنيين كانوا يتعاملون مع ثورة سبتمبر بالشكل المعتاد، أما اليوم فهم يتعاملون معها بمعرفة وحب وتجرد، ويعرفون اليوم معنى ثورة سبتمبر. &; مضيفا أن الشعب اليمني اليوم يدرك أن ثورة سبتمبر لها معنى آخر، لها قداسة أخرى، لأنهم أدركوا ما معنى إمامة، ما معنى أسرة تدعي الحق الإلهي في الحكم، بالتالي أدرك الشعب اليمني بالممارسة والتجربة معنى هذه الثورة وعظمته. &; بدوره ؛وزير الثقافة السابق خالد الرويشان قال إن في الثورات لا يحدث كل شيء في ليلة وضحاها، بالتالي ما حدث قبل عاما لم يكن سهلا. &; وأشار إلى أن اليمنيين اليوم يحتفلون بثورة سبتمبر بكل حماس واحتفال حقيقي، مضيفا أن الشباب عرفوا قدر سبتمبر. &; وأوضح الرويشان إلى أن اليمنيين اليوم ما يزالون في معركة سبتمبر، ويقاتلون من أجل الجمهورية، لافتا إلى أن الإمامة الجديدة اليوم ضربت كل نضالات الشعب اليمني التي تحققت خلال سبعين عاما في خلال خمس سنوات. وأردف الرويشان أنه من الصعب الآن أن تعيد الكرة( الإمامة) من جديد وأن تعمل فعلتها كما فعلت من قبل، مشيرا إلى أن ما يحدث في اليمن يرفضه العالم كله ويرفض هذا الغباء والتجهيل. &; وقال أنه يجب على اليمنيين أن يعرفوا بأنهم مطالبون بأن يتوحدوا ضد الإمامة أولاً، وضد طبيعة العصر العائد إلى زمن جاء على غفلة في القرن الواحد والعشرين. &; الأكاديمي والباحث معن دماج قال إن: "دلالة احتفالات اليمنيين بثورة سبتمبر هي عودة الروح لقيم ومبادئ ثورة سبتمبر، وهي ظاهرة عمرها سنوات منذ ما قبل سقوط صنعاء، ومع زيادة خطر الردة الرجعية الإمامية الحوثية عاد الناس لاستيعاب أهداف وقيم هذه الثورة". &; ثورة مكتملة &; وأضاف دماج إلى أنه مع الوقت ومع سقوط صنعاء تحت الجائحة الحوثية ومع ظهور الردة الرجعية حتى داخل التيارات السياسية المختلفة، شاهد الناس في الإحساس في الواقع وجدانيا، بقيمة ثورة سبتمبر ومبادئه، والتقدير الاستثنائي للجيل اليمني الذي أنجز هذه الثورة مقارنة بظروف اليوم. &; ونوه دماج إلى أن ثورة سبتمبر لم تكن ثورة سياسية فقط، بل كانت ثورة سياسية واجتماعية وثقافية، مستغربا من قدرة ذلك الجيل بتلك الظروف وفي شمول التخلف والجهل أن ينجز هذه الثورة ويضع لها هذه الأهداف السياسية والاجتماعية والثقافية. &; وأوضح دماج أن ثورة سبتمبر بدأت كحركة جيش من نخبة صغيرة من الضباط الوطنيين ومن الحركات والأحزاب السياسية الوطنية، وتحولت مع التدخل الرجعي للإمامة وبفعل الصراع السياسي إلى ثورة شعبية، بعكس ثورة فبراير التي كانت منذ لحظتها الأولى حركة لمئات آلالاف من اليمنيين، وكانت ثورة شعبية من أول يوم، لكنه لم يتوفر لها القيادة والتنظيم السياسي بعكس ثورة سبتمبر. &; أحد مناضلي ثورة سبتمبر أحمد قرحش قال إن الاحتفال بهذه الثورة هو تذكيرا لما حدث وهو نتيجة ثورات وليس ثورة واحدة، وتوجت بثورة سبتمبر. &; ولفت إلى أنه وبعد عاما من عمر الثورة، ما زالت الانتكاسات تتوالى وتنتهي، لكن الثورة ستظل مهما كانت الظروف.

جاري تحميل المحتوى .. الرجاء الانتظار