عام دراسي خامس في اليمن مصبوغ بالبؤس وفكر المليشيا
عام دراسي خامس في المناطق الواقعة تحت سطوة مليشيا الحوثي بطعم الفاقة والعجز، عام يحمل في طياته كثير من الوجع وتفاصيل أخرى وقف عليه موقع "بلقيس" في هذا التقرير من العاصمة صنعاء. بكثير من الحسرة والفاقة يقول الأخ أحمد سعيد علي والذي يقيم بالعاصمة صنعاء، بسبب زيادة العجز عامنا الجاري ، في ظل الحرب اضطررت إلى توليف دفاتر وحقائب لأبنائي الثلاثة ليلتحقوا بالمدرسة ومواصلة تعليمهم، جراء عدم قدرتي شراء جديد لهم. &; ويضيف في حديثه لموقع "بلقيس"، حول استعداده كرب أسرة لتجهيز أبناءه للإلتحاق بالعام الدراسي _، ماذا أفعل لا بديل أمامي غير أن يلتحق أبنائي بالتعليم أو العكس. &; عجز تام &; وبنبرة حزينة يقول الأخ سعيد أمين عبدالرب وهو مدرس ورب أسرة، إن الحقيبة المدرسية التي كانت تكلف حوالي آلاف ريال، هذا العام تزيد كلفتها على ألف ريال. &; يتوقف سعيد عن الكلام وهو يجول ببصره بالأفق، ويضيف لموقع "بلقيس" بنبرة ساخرة قبل أن تأتي ميليشيا الحوثي لتحيل حياتنا إلى جحيم كان اسمي سعيد، أما حالياً فأنا شقي وبالذات لكوني موظف حكومي ومعلم في مدرسة حكومية تبسط ميليشيا الحوثي عليها يدها وترغمنا على التدريس دون رواتب منذ سنوات. &; فيما يقول عبدالسلام ناجي ردمان لموقع "بلقيس"، ونحن نعيش عام خامس من الحرب وبطش ميليشيا الحوثي ومع بدء العام الدراسي وسط عجز شبه تام للوفاء بمستلزمات العودة للمدرسة، فإننا نعيش عام أكثر بؤساً وعجزاٌ ولا نعرف كيف سيكون القادم. ويذكر ردمان أنه كان غير قادر على توفير حتى حقيبة مدرسية واحدة لأولاده الـ الذين تكفل بتجهيز هم للعودة إلى المدرسة شقيقة المغترب في إحدى دول الجوار، أما هو فبالكاد يستطيع توفير لقمة العيش بسبب فقدانه وظيفته بالقطاع الخاص منذ أعوام وعدم تمكنه من العثور على عمل أخر، واضطراره لغسل السيارات. &; يتنهد ردمان بحرقة ويهمس بخجل لو لا ستر الله أن زوجتي حصلت أرضية من إرث والدها وأقمنا عليها سكن لتشردت مع أسرتي. &; أرباب أسر أخرين أكدوا لموقع "بلقيس" بأنهم لم يشتروا شيء لأبنائهم استعداداً للعودة إلى المدرسة بسبب ارتفاع الأسعار بشكل جنوني هذا العام مع توقف مصادر الدخل. &; مساهمات إجبارية &; ويلفت مصطفى غيلان إلى أن الحال لا يتوقف عند التجهيزات وإنما يتجاوزه إلى الرسوم وكذلك المساهمات الإجبارية المفروضة من ميليشيا الحوثي على الطلاب وكذلك رسوم المناهج وأوراق لكل أختبار وطباشير وغيرها مما يقف رب الأسرة عاجز عن توفيرها ويصبح لا خيار أمامه غير ايقاف تعليم أبنائه أو التوسل للميسورين من أقاربه في المحافظات الأخرى. &; ويذكر تاجر جملة بالعاصمة صنعاء_ طالب التحفظ على اسمه، بأن أسعار المستلزمات المدرسية هذا العام ارتفعت بالمائة بسبب المبالغ التي فرضتها ميليشيا الحوثي على البضائع والتجار وكذلك الابتزازات والاتاوات التي تتضاعف أكثر فأكثر كلما شحت الموارد المتدفقة على الميليشيات. &; ولفت في حديثه لموقع "بلقيس" بأن ميليشيا الحوثي فرضت على كبار التجار بالعاصمة صنعاء مع الموسم الدراسي الجديد لعامنا الجاري مبالغ مالية تتراوح ما بين مليون ريال إلى مليون ريال للمساهمة في حملة العودة للمدارس ودعم أبناء قتلاهم، وحذرت التجار من تداول خبر المبالغ التي فُرضت عليهم. &; ويشير تاجر أخر إلى أن ميليشيا الحوثي بالعاصمة صنعاء، فرضت عليه مبلغ مليونيين ريال وتوفير حقائب مدرسية متكاملة لـ طالب من أبناء ما اسمتهم الشهداء وتكلفة كل حقيبة ألف ريال، وتجار آخرين سرى عليهم نفس الشيء. &; وأضاف لموقع "بلقيس" ويأتي هذا بعد قصير على دفعنا ملايين الريالات للمساهمة في دعم المراكز الصيفية. &; حملة استبعاد &; وكانت ميليشيا الحوثي أقامت خلال العطلة الصيفية أكثر من مركز صيفي لطلاب المدارس في المناطق الواقعة تحت سيطرتها لتلقينهم فكرها المتطرف ، مما يعتبره متابعون من أخطر التوجهات الرامية إلى تفكيك النسيج المجتمعي والزج بالأطفال في أتون صراعات لن تنتهي في المستقبل. ايضا ترافق مع دعوة ميليشيا الحوثي للعودة إلى المدارس للعام _، حملة لاستبدال المعلمين الذين رفضوا التدريس بدون رواتب وكذلك استبعاد غير الموالين للجماعة، والإحلال محلهم تابعون لعقيدة الحوثيين. &; وبلغ عدد الأطفال اليمنيين الذين حرموا من التعليم خلال الأعوام الماضية وفق الأمم المتحدة أكثر من مليوني، وتمثل الفتيات غير الملتحقات بالتعليم الأساسي والثانوي أكثر من مليون فتاة. &; كما تم تدمير أكثر من مدرسة تدميرا كليا أو جزئيا وتحويل بعضها أماكن إيواء للنازحين. &; واتهم وزير التربية والتعليم بحكومة الشرعية، الدكتور عبد الله لملس، مليشيا الحوثي بإلزام طلاب وطالبات المدارس في مناطق سيطرتها بترديد الشعارات الخاصة بها وقسم الولاية. &; وكان مؤشر دافوس العالمي للتعليم قد استبعد اليمن من التصنيف منذ عامين بسبب غياب المناخ المتوجب لأي عملية تعليمية.
جاري تحميل المحتوى .. الرجاء الانتظار
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news