الدان الحضرمي .. إلى قائمة اليونسكو للفنون الشعبية

     
قناة بلقيس             عدد المشاهدات : 417 مشاهده       تفاصيل الخبر
الدان الحضرمي .. إلى قائمة اليونسكو للفنون الشعبية

الدان الحضرمي .. إلى قائمة اليونسكو للفنون الشعبية

بدأت الحكومة اليمنية، أخيراً، بالتحضير لتنظيم جلسات فنية لعددٍ من فرق الدان الحضرمي، ضمن مشروع إعداد ملف فن الدان، تمهيدًا لإدراجه ضمن قائمة اليونسكو للفنون الشعبية غير المادية. وبحسب وزير الثقافة اليمنية، مروان دماج، فإنَّ هناك خطوات عملية تجري استعداداً لهذا الأمر، من خلال جلسات فنية في القاهرة، لثلاث فرق فنية مهتمة بتقديم هذا اللون من الفن والتراث العربيَين. ويعتبر الدان الحضرمي فناً صوتياً شعبيّاً يحتوي على العديد من طرق الغناء، ويشكل جزءاً مهمّاً من ثقافة منطقة حضرموت ونشاطها الاجتماعي. كما يشكل جسراً ثقافياً يربط بين الأجيال اليمنية لعقود من الزمن. ويمثّل انعكاساً مباشراً للمجتمع الحضرمي وانفعالاته وأحاسيسه وأفكاره. &; وقد اختلف الباحثون في تحديد تاريخ ونشأة هذا اللون من الفن والتراث. ولكن أغلب الباحثين، يؤكدون أن ما وصل من كلمة دان وُجِدَ في الأشعار القديمة قبل أكثر من خمسة قرون. والدان هي كلمة مأخوذة من الدندنة، وهو أن السامع للرجل الذي يدندن نغماً أو صوتاً قد لا يفهمُ ما يقول. &; وبحسب المؤلف والأديب اليمني، جيلاني علوي الكاف، فإنَّ هناك أكثر من علماً من أعلام الدان الحضرمي من الشعراء والملحنين والفنانين والباحثين والمؤرّخين. ومن بينهم مثلاً: سعد السويني، والشاعر الشعبي المتصوف عمر عبدالله بامخرمة، والشيخ أبو بكر بن سالم السقاف، وعبد الصمد بن عبد الله باكثير الكند، وزين بن عبد الله بن علوي الحداد (الملقّب بـ خو علوي)، وسعيد بن عبيد بن مبارك عبد الحق (المعلم)، وعبد القادر بن مبارك بن شيبان (الشعيرة)، والشاعر أبو بكر بن عبد الرحمن بن شهاب، والشاعر مبارك سالم الجليل، ومغني الدان عوض عبيد فاضل وغيرهم الكثيرون. ولكن يبقى الفنان اليمني الراحل أبو بكر سالم بلفقيه من أبرز روّاد فن الدان الحضرمي. وقد تأثر بلفقيه بهذا اللون الفلكلوري من خلال نشأته الأولى في حضرموت، وهو الأمر الذي دفعه لتطوير أغاني الدان، وإخراجها بأسلوب حديث وعصري من خلال عشرات الأغاني التي أدّاها بصحبة الآلات الموسيقية الحديثة حتى أصبحت تلك الأغاني ذائعة الصيت على المستويين اليمني والعربي. وكان أشهر الكتاب الذين غنى لهم أبو بكر سالم: حداد الكاف، وحسين أبو بكر المحضار. &; ومن أبرز من أدوا غناء الدان أيضاً، عاشور آمان، وهو من أبناء مدينة تريم في حضرموت. ويُعرَف عنه بأنّه كان مؤدياً ارتجاليّاً لأغاني الدان. وقد ذكر اسمه في إحدى قصائد حداد الكاف، والتي غناها محمد جمعة خان، والذي كان له دورٌ كبيرٌ أيضاً هو الآخر في تطوير اللون الغنائي الحضرمي، إذْ أدخل عليه الكثير من الألحان والإيقاعات. &; وهناك ثلاثة أنواع شهيرة من الدان الحضرمي. يطلق على اللون الأول منها بـ "الريض"، وهو ذو المقاطع الغنائية الطويلة، وقد سمي ريضاً لهدوء أنغامه، وبطء اندراجه عند الغناء والطرب. أما النوع الثاني من هذا الفن فيُطلَق عليه "الدان الحيقي"، وينحدر هذا النوع من المناطق الساحلية من حضرموت. ويتميز هذا اللون بالمقاطع الثنائية والثلاثية والرباعية سريعة الحركة. وينبع غالباً من "أهل الحيق" (أي سكّان السهول) ثم ينتقل الى سكان الجبال ثم الوديان. &; أما النوع الثالث من الدان الحضرمي، فيطلق عليه اسم "الهبيش". ويختلف عن النوعين السابقين بأنّه يُؤدَّى في الغالب بمقاطع ثنائية، غير أنه أسرع إيقاعا وحركة من الدان الحيقي، ويكثر لدى البادية، ويُستعمَل في رقصة "الهبيش" المعروفة في بادية حضرموت. وهي نوع من الرقص يجتمع الرجال والنساء فيها، ويصفقون الكف بالكف، ويقفون في دائرة. وأكثر ما يميز هذه الأنواع من الدان الحضرمي، هو أنها تلبي رغبات كل الحاضرين في الجلسات التي تقام في أجواء خاصة ممزوجة بروائح البخور الآسرة، ورنين فناجين الشاي الحضرمي الخاص. وغالباً ما تبدأ تلك الجلسات بحضور شعراء متخصصين في شعر الدان، وبحضور منشدين تُشترط فيهم عذوبة الصوت، والقدرة على تتبع ألفاظ الأبيات لفظاً بعد آخر. &; ويؤكد الكثيرون من نقاد الفن أن الدان الحضرمي هو الأساس الفعلي لأغلب مدارس الغناء في الوطن العربي، وتحديداً منطقة الخليج التي لا يزال أغلب الفنانين فيها يستلهمون ألحانهم من التراث والفلكور الخاص بالدان الحضرمي الزاخر بالتراث الطربي. &; ويفيد الفنان اليمني الملحن، عبد الله باوزير، وهو رئيس "مؤسسة حضرموت للتراث الفني"، بأن أسباب تأثر الخليج بالدان الحضرمي. وقال إن ذلك يعود إلى أن الدان بطبيعته يتميز بطابع شجي ومؤثر، ويعتمد في صياغته على طول نغم اللحن أو قصره وسلاسة الكلمة المعبرة عن حال العاشق المحب أو المفارق المشتاق الذي أنهكه الشوق والحنين. وهذا المضمون كان شيئاً جديداً على الخليج، وهو الأمر الذي جعلهم يحبّونه ويتغنّون به. &; ومن أبرز العوامل التي ساهمت في انتشار الدان الحضرمي أيضاً اللهجة الحضرمية (الكلمة)، والتي تقترب في نطقها نوعاً من لهجة أهل الخليج. وكذلك تنوع مقاماته الموسيقية وإيقاعاته وسرعتها، مما أضفى إليه استحساناً لدى عشاق الطرب، وفقاً للفنان والشاعر باوزير. &; ويلفت باوزير، إلى أنَّ هذا اللون من الفنون الشعبية، انتشر وازدهر بشكلٍ لافت في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم، ويعود ذلك لدخول مدارات الدان (مساجلاته)، بعد أن امتاز كبار مؤدّي الدان بوضع الألحان البديعة، والتي لا تزال خالدة إلى يومنا هذا، وبمشاركة كبار الفنانين والشعراء.

Loading...

جاري تحميل المحتوى .. الرجاء الانتظار

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

استعدادات لتحرير صنعاء من الحوثيين.. وهذه القوة ستتولى المهمة بدعم أمريكي مباشر

نيوز لاين | 3243 قراءة 

وفاة نجلي ”الحباري” و”الشامي” بحادث مروري في خولان بعد الدخول عليهما بدرجة نارية (صور)

المشهد اليمني | 3040 قراءة 

اكاديمي سعودي : سيتم اقتلاع الحوثي من جذوره والمجتمع الدولي يعد البديل ..!

عناوين بوست | 2505 قراءة 

تحذيرات من كارثة مصرفية وشيكة في اليمن

عدن الغد | 2130 قراءة 

اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)

المشهد اليمني | 1537 قراءة 

وزير حوثي: هذا ما سنفعله للطلبة الأمريكيين القادمين إلى جامعة صنعاء ‘‘يا مساكين’’

المشهد اليمني | 1481 قراءة 

محافظة تابعة للحوثيين تتحول من الجمهورية الى الملكية..تفاصيل

نيوز لاين | 1374 قراءة 

الحرب القادمة في اليمن

المشهد اليمني | 1373 قراءة 

الطفلة اليمنية ناهي تثير ضجة في الأردن ووزير السياحة يستضيفها .. شاهد التفاصيل ..!

عناوين بوست | 1206 قراءة 

القوات الأمريكية تعيد تموضعها إلى دولة خليجية أخرى بعد رفض الإمارات ضرب الحوثيين من أراضيها..تالمسيرة..تطورات خطيرة

نيوز لاين | 1165 قراءة