قال رئيس هيئة التشاور والمصالحة بمجلس القيادة الرئاسي، محمد الغيثي، إن ما تشهده الساحة اليوم لا يمكن توصيفه كخلاف سياسي عابر، بل يمثل انحرافًا خطيرًا عن مسار القانون والشراكة الوطنية، وتجاوزًا واضحًا لكل الأطر التشاورية، في ظل قرارات تُدار بعقلية فردية بعيدة عن منطق الدولة ومؤسساتها.
وأكد الغيثي أن توصيف الجنوب وقواته بمصطلحات الانقلاب أو التمرد، أو التلويح بالتحريض والتشريع لاستهدافهم، يُعد سقوطًا أخلاقيًا وسياسيًا وقانونيًا، وخطأً تاريخيًا ستكون له تداعيات خطيرة، مشددًا على أن الجنوب كان في طليعة من واجهوا مشروع الحوثي، وحموا ما تبقى من الشرعية، وقدموا التضحيات في الوقت الذي التزم فيه آخرون الصمت لسنوات.
وأشار إلى أن الجنوبيين لم ينسوا فتاوى 1994 التي أُهدرت بها دماؤهم، مؤكدًا أن العودة اليوم، وفي لحظة وطنية حساسة تتطلب أعلى درجات التماسك، إلى إنتاج ما وصفه بـ”فتاوى سياسية” في 2025، هدفها استجلاب استهداف عسكري وكسر الجنوب، تمثل سلوكًا بالغ الخطورة، خاصة عندما تصدر عن نخب يفترض بها إدراك عواقب التحريض والانقسام، والحرص على مواجهة الحوثي بدل تثبيت وجوده في الشمال.
اقرأ المزيد...
صالح: المطلوب توحيد المسرح العسكري ضد مليشيا الحوثي
31 ديسمبر، 2025 ( 11:47 مساءً )
رئيس هيئة الإعلام الجنوبي : إرادة شعب الجنوب راسخة واستعادة الدولة باتت استحقاقًا وطنيًا
31 ديسمبر، 2025 ( 11:17 مساءً )
و أوضح الغيثي أن الطعن في دور دولة الإمارات العربية المتحدة لا يعدو كونه محاولة مكشوفة، لن تغيّر من حقيقة راسخة في سجل التاريخ، مفادها أن الإمارات، كعضو فاعل في التحالف العربي، قادت جهود تحرير الجنوب من الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، وأسهمت في معارك الساحل الغربي وتعز ومأرب، لافتًا إلى أن هذه الحملات تكشف بوضوح الجهات المتضررة من محاربة الإرهاب، والساعية لإضعاف الجنوب.
وحذر رئيس هيئة التشاور والمصالحة من أن ما يجري يمثل انتقالًا خطيرًا إلى مربع لا يخدم سوى جماعة الحوثي، ويؤدي عمليًا إلى تثبيت وجودها، ويجعل هزيمتها مستحيلة في ظل خسارة موقف الجنوب وقواته، كما يقوّض ما تبقى من شرعية لم يحفظ وجودها وواقعها سوى الجنوب المحرر، ويعزز القناعة لدى الجنوبيين بأن الوعود المؤجلة لما بعد صنعاء لم تكن سوى خدعة سياسية.
وأكد على أن الجنوب لن يُكسر، وأن معنويات شعبه أقوى من كل محاولات الإضعاف، مشددًا على أن الجنوبيين سيواصلون طريقهم بثبات نحو أهدافهم الوطنية، مستذكرين من وقف معهم بصدق، ولن ينسوا من أساء إليهم أو حرّض ضدهم أو شرعن استهدافهم، مؤكدًا أن للتاريخ صفحات لا تُمحى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news