حين تأتي الرياح بما لا تشتهي رهانات الخصوم

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 75 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حين تأتي الرياح بما لا تشتهي رهانات الخصوم

في العام 2019، سحبت دولة الإمارات العربية المتحدة تواجدها العسكري من العاصمة عدن، استجابة لرغبة المملكة العربية السعودية، في ظل ضغوط وادعاءات قادتها قوى جماعة الإخوان التي كانت تهيمن آنذاك على قرار السلطة الشرعية. تلك القوى راهنت على أن تحجيم الدور الإماراتي سيؤدي بالضرورة إلى إضعاف القوى الوطنية الجنوبية، ويمنحها فرصة سانحة لفرض أجنداتها وإطالة أمد الأزمة بما يضمن استمرار نفوذها ومصالحها.

غير أن حسابات الواقع جاءت معاكسة لتلك الأوهام، فـ«أتت الرياح بما لا تشتهي السفن».

ماذا حدث فعليًا؟

في ذلك التوقيت، كان المجلس الانتقالي الجنوبي حديث النشأة، وقواته المسلحة لا تزال في طور التأسيس، ولم يتجاوز نطاق سيطرته العسكرية العاصمة عدن ومحافظات لحج والضالع. إلا أن انسحاب التواجد العسكري الإماراتي لم يكن عامل إضعاف كما رُوّج له، بل أسهم في رفع الحرج والغطاء، وأتاح للقوى الجنوبية هامش حركة أوسع لترتيب صفوفها وتعزيز حضورها العسكري.

وسرعان ما تُرجم ذلك على الأرض بتأمين محافظتي أبين وشبوة، قبل أن يمتد النفوذ الجنوبي لاحقًا ليشمل بقية جغرافيا الجنوب، وصولًا إلى حضرموت والمهرة، في مسار تصاعدي أعاد رسم موازين القوة.

تكرار المشهد… والنتائج ذاتها

إن التطورات الأخيرة، وما رافقها من إعلان إماراتي بإنهاء تواجدها الذي كان محصورًا في إطار مكافحة الإرهاب، لا تخرج عن كونها إعادة إنتاج للمشهد السابق. فمرة أخرى، يؤدي ذلك إلى رفع الحرج وفتح المجال أمام تحركات أوسع وأكثر فاعلية للقوى الجنوبية.

وفي هذا السياق، تبقى خيارات المجلس الانتقالي الجنوبي وحلفائه، وفي مقدمتهم قوات العميد طارق صالح، مفتوحة ومتعددة، مع احتمالية ترجمتها ميدانيًا خلال الأيام المقبلة بما يخدم معادلة الاستقرار وتثبيت الوقائع على الأرض.

موازين قوة متباينة

وعلى النقيض، وبينما يعزز جناح الشرعية الذي يقوده الرئيس عيدروس الزُبيدي أركان قوته عسكريًا وسياسيًا وإداريًا على الأرض، يعيش جناح الشرعية الآخر، بقيادة رشاد العليمي، حالة من الارتباك والعجز، في ظل افتقاره لأدوات القوة العسكرية والحاضنة الشعبية.

وقد وجد هذا الجناح نفسه محاصرًا بأزمة خانقة، بعد فقدانه للقنوات الدبلوماسية الفاعلة، واتجاهه نحو التلويح بخيارات التدخل العسكري في محاولة يائسة لإثبات الوجود وتسجيل موقف، لا يتجاوز في أحسن الأحوال مسعى الحفاظ على ما تبقى من “ماء الوجه” — وهو رهان بات بعيد المنال.

الخلاصة

إن الأوضاع في الجنوب ستبقى على حالها، مستقرة وفق معادلتها القائمة، ولن تتأثر بالتصريحات أو الإجراءات التي يتحدث عنها العليمي، ببساطة لأنه لا يمتلك سلطة فعلية لفرضها. أما الرهان على التدخل العسكري، وهو آخر أوراقه، فلن يفضي إلى أي نتيجة، إذ إن موازين القوى — عسكريًا وشعبيًا — لا يمكن أن تميل إلا لصالح أصحاب الأرض وأصحاب القضية.

رُفعت الأقلام … وجفّت الصحف.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل ..أنباء عن استقالة قائد قوات درع الوطن

عدن تايم | 2109 قراءة 

عاجل:دخول اول لواء تابع لدرع الوطن حضرموت

كريتر سكاي | 1483 قراءة 

الولايات المتحدة تدعو إلى مواجهة التهديد الحوثي وتعزيز الاستقرار في اليمن

حشد نت | 1383 قراءة 

مصادر: الانتقالي يوافق على الانسحاب من سيئون والمهرة والمكلا بإشراف وساطة عُمانية

المشهد اليمني | 1352 قراءة 

قيادة محور الحديدة تؤكد الجاهزية الكاملة: غرفة عمليات واحدة والهدف صنعاء

حشد نت | 1326 قراءة 

مصدر دبلوماسي رفيع المستوى يكشف أسباب ومبررات اعتراض أمريكي على قرار إخراج الإمارات من اليمن

مراقبون برس | 1045 قراءة 

وساطة أخيرة للانسحاب من حضرموت وسط تهديد بفرض عقوبات على الانتقالي

المجهر | 1038 قراءة 

انهيار مفاجئ لمليشيات الانتقالي بحضرموت عقب انقطاع الاتصالات مع الزبيدي.. وفوضى عارمة في الشحر (فيديو)

المشهد اليمني | 1037 قراءة 

حديث سعودي عن مسرحيات تحدث بحضرموت

كريتر سكاي | 968 قراءة 

لم يعد هناك وقت للمجاملات.. وزير الدفاع الداعري يفجر مفاجأة بشأن ما يحدث في حضرموت والمهرة

جنوب العرب | 939 قراءة