يمن ديلي نيوز:
قال مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي في محافظة تعز (جنوب غربي اليمن) “نبيل جامل” إن جاهزية تعز المؤسسية، وامتلاكها خططاً وقاعدة بيانات جرى إعادة تأهيلها بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بها جراء الحرب، هي التي أهلت المحافظة لاختيارها من قبل الأمم المتحدة والقطاع الاقتصادي لاحتضان المجلس الاقتصادي في المحافظات المحررة.
وأمس الاثنين 29 ديسمبر/كانون الأول أعلن في تعز عن إشهار المجلس الاقتصادي التنموي المحلي، كمنصة مؤسسية استشارية وتنسيقية تُعنى بتعزيز الحوار الاقتصادي وتوحيد الجهود لدعم مسارات التعافي والتنمية المحلية المستدامة، بالشراكة مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والشركاء الدوليين، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في اليمن.
مدير عام التخطيط بتعز في حديث خاص مع “يمن ديلي نيوز” قال إن تعز فرضت نفسها بأن اختيرت لإطلاق المجلس الاقتصادي المحلي استناداً إلى معايير عدة، من بينها جاهزيتها المؤسسية، وامتلاكها خططاً وقاعدة بيانات جرى إعادة تأهيلها بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بها جراء الحرب.
وأضاف اختيار تعز جاء في سياق اعتمادها من قبل المجتمع الدولي خلال عامي 2023 و2024 كنموذج لتطبيق مشروع “التحول” في المحافظات المحررة، والانتقال من التدخلات الطارئة إلى التدخلات المستدامة.
ولفت إلى وجود تنسيق وتعزيز متواصل للعلاقات مع الوكالات الأممية والمانحين والمنظمات الدولية غير الحكومية، مؤكداً أن فكرة المجلس تبناها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في إطار دعمه لإعداد رؤية للشراكة على المستوى الوطني.
وأشار إلى الاتفاق على اختيار تعز تم، خلال زيارة الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى تعز، وبرعاية محافظ المحافظة، على تطبيق هذا النموذج على المستوى المحلي، باعتباره اشتقاقاً من الرؤية الوطنية، حيث عمل البرنامج على دعم إخراج المجلس إلى حيز الوجود، بما يتيح له فرص بناء شراكات مباشرة مع المنظمات الدولية والمانحين، والدخول في مشاريع مشتركة على مستوى التمويل والتنفيذ.
وقال: محافظة تعز من أكثر المدن المتضررة من الحرب الحوثية، لكن يوجد في تعز قطاع اقتصادي فاعل، كما أنها تمثل مجتمع متنوع متفاعل لديه قابليه للتعايش مع كل التنوع الموجود على مستوى اليمن أو خارج اليمن له خصوصياته في التعليم والثقافة.
وشدد على أن هذه المميزات كلها مقوما يتم العمل عليها من قبل المجتمع المدني والمنظمات الدولية وشجع على معرفة كيفية الاستفادة من الفرص الاقتصادية الموجودة، أهمها وجود قطاع اقتصادي قوي وفعال على مستوى أنحاء اليمن.
وأشهر المجلس الاقتصادي التنموي في تعز بحضور والممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بيتر هوكينز، وممثلون عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ومؤسسة التمويل الدولية (IFC)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
بالغة الأهميةمدير عام مكتب التخطيط في تعز قال لـ”يمن ديلي نيوز” إن إطلاق المجلس الاقتصادي التنموي في المحافظة يمثل خطوة بالغة الأهمية لتعزيز مبدأ الشراكة الحقيقية بين القطاع الخاص والسلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني.
وأشار إلى أن أهمية المجلس تنبع من إيجاد إطار مؤسسي منظم ومدروس لهذه الشراكة، ضمن ما يُعرف بـ”مثلث التنمية”، بما يشكل إضافة نوعية للمحافظة.
وأوضح أن من أبرز نقاط القوة في إعلان المجلس الاقتصادي بمحافظة تعز وجود قطاع اقتصادي قوي وفاعل، سيتم التركيز على استثماره والبناء عليه.
مشيراً إلى أن هذا التوجه ينسجم مع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي أُطلقت عام 2024، والتي كان من أهم مشاريعها إنشاء كيان مؤسسي ينظم عمل القطاع الخاص ويعزز الشراكات معه.
وأضاف: استمرينا قرابة عام كامل نعمل على الإجابة عن تساؤلات جوهرية، من بينها: ماذا يريد القطاع الخاص من السلطة المحلية؟ وماذا تحتاج السلطة المحلية من القطاع الخاص؟ وما هي الأدوار الممكنة لكلا الطرفين بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني والمجتمع الدولي والمانحين.
وأضاف: هذه الجهود أفضت إلى تشكيل مجلس اقتصادي “موزون، واضح الرؤية، ومحكّم”، مشيراً الى أن دوره استشارياً بالأساس وليس تنفيذياً، لكنه سيكون شريكاً حقيقياً في عملية التخطيط وصياغة الحلول لعدد من الإشكاليات التنموية.
وختم مدير مكتب التخطيط بمحافظة تعز بالقول إن المجلس الاقتصادي يشكل نواة يمكن البناء عليها مستقبلاً، بعيداً عن أي تجاذبات، وبالتفاف مجتمعي واسع يشمل الأحزاب والسلطة المحلية وكافة مكونات المجتمع في تعز، بما ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين، ويمهد لمرحلة التعافي وإعادة الإعمار.
وكان محافظ تعز، نبيل شمسان، قال إن إشهار المجلس الاقتصادي التنموي يمثل حدثاً اقتصادياً غير مسبوق وخطوة متقدمة نحو بناء شراكة فاعلة بين السلطة المحلية والقطاع الخاص، وإطاراً مؤسسياً يسهم في توجيه الجهود نحو تنمية اقتصادية مستدامة.
وأوضح خلال حفل الاشهار أن المحافظة تمكنت من إنشاء المجلس واستكمال لوائحه ونظمه وصولاً إلى إشهاره، بشراكة مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، وبدعم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
وذكر أن إطلاق المجلس في تعز جاء نتاج سلسلة من ورش العمل، أبرزها اختيار تعز نموذجاً للتحول نحو التنمية المستدامة، وإقرار الرؤية والخطة الاستراتيجية، إلى جانب إقرار خطط وموازنات الأعوام 2024 و2025، والترتيب لعقد ورشة قادمة في الرياض مطلع العام المقبل.
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة تعز، رئيس المجلس الاقتصادي التنموي المحلي، شوقي هائل، إن إنشاء المجلس جاء استجابة لتحديات المرحلة ونتيجة لمخرجات نقاشات وورش عمل موسعة شارك فيها شركاء محليون ودوليون.
وكان رئيس الحكومة اليمنية السابق “أحمد عوض بن مبارك”، أعلن في 15 يناير/كانون الثاني من العام الجاري عن اختيار تعز من قبل الأمم المتحدة كنموذج لتطبيق مشروع التحول من التدخلات الطارئة إلى التدخلات المستدامة.
ووصف رئيس الحكومة اليمنية اختيار تعز من قبل الأمم المتحدة بـ “الخطوة النوعية” وقال إنها تعكس الأهمية الاستراتيجية للمحافظة، ليس فقط باعتبارها رمزًا للصمود والتحدي، بل باعتبارها نموذجًا يمكن البناء عليه في باقي المحافظات.
ووجه “بن مبارك” الوزارات المعنية في حكومته بمنح السلطة المحلية في تعز الصلاحيات اللازمة مع اختيارها كنموذج لتطبيق مشروع الانتقال، وحث محافظ تعز على إعداد مصفوفة بأهم الصلاحيات المطلوبة بصورة عاجلة.
الأمم المتحدة تختار “تعز” نموذجًا لتطبيق مشروع التحول من التدخلات الطارئة إلى المستدامة
مرتبط
الوسوم
التنمية المستدامة
اطلاق المجلس الاقتصادي في تعز
تعز
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news