كتب الشيخ هاني بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي السابق، تغريدة لافتة على حسابه في منصة “X” (تويتر سابقًا)، تابعتها العين الثالثة، ردّ فيها بسخرية حادة على الاتهامات المتداولة بشأن ما يُوصف بـ”القرارات الفردية”، كاشفًا عن ما اعتبره ازدواجية صارخة في الخطاب والممارسة داخل معسكر الشرعية.
وقال بن بريك إن من يرفعون اليوم شعار “القرارات الفردية” كانوا الأسبق في اتخاذها، ليس فقط على مستوى القرار السياسي، بل عبر عقد اتفاقات سرية مع جماعة الحوثي للتهدئة، ورسم “خارطة طريق مجهولة المعالم”، لا تعلم عنها الشرعية بكل مكوناتها، ولا حتى بعض أطراف التحالف العربي.
وأضاف أن تلك التفاهمات الغامضة جرت في الخفاء، بعيدًا عن أي مسار شفاف أو توافق وطني، في وقت جرى فيه تغييب الشركاء الحقيقيين، وتحويلهم إلى مجرد متلقين للأمر الواقع.
وفي المقابل، أشار بن بريك إلى أن المشهد انقلب رأسًا على عقب عندما تم اتخاذ قرار بالمضي في قطع شريان المدد الحوثي وتجفيف منابع الإرهاب على الأرض الجنوبية، مؤكدًا أنه بمجرد الانتقال من “اتفاقات الظل” إلى الفعل الميداني، تعالت الأصوات نفسها بالاعتراض، وبدأت تتحدث عن “تفرد بالقرار”.
وختم بن بريك تغريدته بنبرة ساخرة قائلاً: “ضجّوا وقالوا قرارات فردية!!! سبحانك ربي…”، قبل أن يستشهد ببيتين من الشعر يعكسان ما وصفه بحالة التناقض، وازدواج المعايير، وإسقاط التهم على الآخرين، بينما الأصل قائم فيمن يطلقها.
وتأتي تغريدة بن بريك في سياق سياسي محتدم، تشهده الساحة اليمنية، مع تصاعد الخلافات داخل مجلس القيادة الرئاسي، وتبادل الاتهامات بشأن شرعية القرار، وحدود الصلاحيات، ودور الشركاء الإقليميين، وسط مخاوف متزايدة من استخدام مفاهيم “الشرعية” و”التوافق” كغطاء لتمرير تسويات غامضة، أو لتصفية حسابات سياسية على حساب المعركة الأساسية ضد المشروع الحوثي.
ويرى مراقبون أن حديث بن بريك يعكس جوهر الأزمة داخل معسكر الشرعية، حيث يُدان الفعل العلني، بينما يُبرر الفعل السري، ويُهاجَم من يواجه الإرهاب ميدانيًا، فيما تُدار التفاهمات مع الخصم في الغرف المغلقة، دون مساءلة أو شفافية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news