الجنوب اليمني:اخبار
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن تعمق غير مسبوق في التوترات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عقب تحذير رسمي وجهته الرياض إلى أبوظبي، أكدت فيه استعدادها لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمواجهة أي تهديد يمس أمنها الوطني.
وبحسب التقرير، جاء هذا التصعيد على خلفية تطورات ميدانية متسارعة في اليمن، حيث حققت قوى محلية مدعومة من الإمارات تقدما على حساب قوى مدعومة من السعودية في مناطق حدودية توصف بأنها غنية بالطاقة، ما اعتبرته الرياض تحولا مقلقا في موازين النفوذ على الأرض.
وأفادت الصحيفة أن وزارة الخارجية السعودية وصفت هذه التحركات بأنها تمثل تهديدا مباشرا لأمن المملكة، مشيرة إلى أن الرياض منحت أبوظبي مهلة 24 ساعة لسحب أي قوات من اليمن ووقف أي دعم مالي أو عسكري لفصائل محلية، معتبرة أن أمن المملكة خط أحمر وأن الخطوات الإماراتية شديدة الخطورة..
وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن مصادر سعودية أن سلاح الجو نفذ غارات استهدفت قوات مدعومة من الإمارات على طول المناطق الحدودية، إضافة إلى قصف شحنات قالت الرياض إنها أسلحة وصلت عبر ميناء المكلا، موضحة أن تلك السفن انطلقت من ميناء الفجيرة الإماراتي وقامت بتعطيل أنظمة التتبع أثناء رحلتها.
ووفق التقرير، أكد مسؤولون سعوديون أن هذه الشحنات كانت مخصصة لدعم المجلس الانتقالي الجنوبي، في وقت تقول فيه الرياض إنها تدعم وحدة اليمن في مواجهة جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
في المقابل، انتقد أنور قرقاش مستشار السياسة الخارجية الإماراتي ما وصفه بحملة شرسة ضد بلاده، نافيا أن تكون الإمارات محركا للأحداث في اليمن أو السودان، ومؤكدا أن أبوظبي لا تسعى إلى تصعيد إقليمي.
من جهته، أدان عيدروس الزبيدي الغارات السعودية، واعتبرها اعتداء على سكان المناطق الحدودية، بحسب ما نقلته الصحيفة.
وأشار التقرير إلى أن هذا التصعيد يضع حليفين رئيسيين للولايات المتحدة على مسار تصادمي، في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى إعادة توجيه سياستها في الشرق الأوسط، وسط بيئة إقليمية شديدة التعقيد.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن استمرار التوتر قد يحول اليمن إلى ساحة مواجهة علنية بين الرياض وأبوظبي، ما لم يتم الدفع بجهود وساطة أميركية عاجلة لاحتواء الموقف قبل خروجه عن السيطرة.
كما نقل التقرير عن ماركو روبيو وزير الخارجية الأميركي دعوته الطرفين إلى ضبط النفس، محذرا من تداعيات توسع رقعة النزاعات في المنطقة على الاستقرار الإقليمي والمصالح الدولية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتذكير بأن العلاقات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان شهدت خلال السنوات الأخيرة تباينات وخلافات بشأن النفوذ الإقليمي، رغم تاريخ طويل من الشراكة الأمنية، معتبرة أن الانقسام السعودي الإماراتي يشكل تحديا دبلوماسيا معقدا لواشنطن، ويعقد جهود احتواء إيران ودفعها للتخلي عن برنامجها النووي في ظل تصاعد الصراعات في المنطقة.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news