حذّرت أوساط سياسية وإعلامية من أن السلوكيات المتهورة لمليشيا الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب أسهمت بشكل مباشر في خلق بيئة مضطربة سمحت بتمدد النفوذ الإسرائيلي نحو جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، في تطور خطير يهدد الأمن القومي العربي.
ويرى مراقبون أن التصعيد الحوثي غير المحسوب، واستهداف الملاحة الدولية تحت شعارات زائفة، منح إسرائيل ذريعة مثالية للتدخل العلني في واحد من أكثر الممرات المائية حساسية في العالم، وصولًا إلى خطوات سياسية مثيرة للجدل، من بينها الاعتراف بما يُسمى “شمال الصومال”، في سياق إعادة رسم خرائط النفوذ الإقليمي.
وأكد محللون أن مليشيا الحوثي، المرتبطة مباشرة بإيران، لا تتحرك بمنطق المصلحة الوطنية اليمنية أو العربية، بل تنفذ أجندة خارجية أدت إلى عسكرة البحر الأحمر، وتحويله إلى ساحة صراع دولي، الأمر الذي كسر التوازنات التاريخية وفتح المجال أمام قوى غير عربية للتمركز قرب خاصرة الأمن العربي.
وأشاروا إلى أن أخطر ما في الأمر هو أن الحوثي، عبر مغامراته العسكرية، لم يكتفِ بتدمير اليمن وتمزيق نسيجه الاجتماعي، بل أصبح عامل تهديد مباشر لدول القرن الإفريقي، وأمن الخليج العربي، وخطوط التجارة العالمية، ما يضع المنطقة أمام سيناريوهات بالغة الخطورة.
ودعا المراقبون الدول العربية إلى قراءة المشهد بعمق، والتعامل مع مليشيا الحوثي كتهديد إقليمي عابر للحدود، وليس مجرد طرف محلي، مؤكدين أن كبح هذا التمدد يبدأ بإنهاء الكيان المليشياوي واستعادة الدولة اليمنية، حفاظًا على أمن البحر الأحمر وخليج عدن من التحول إلى ساحة نفوذ إسرائيلي ودولي مفتوح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news