وزير الدفاع اليمني يثير اتهامات ضده بـ “التمرد” بعد شهر من الصمت (رصد)

يمن ديلي نيوز:

أثار منشور لوزير الدفاع في الحكومة اليمنية (المعترف بها دولياً) محسن الداعري، أشاد فيه بتأكيد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، على دعم ومساندة اليمن وشرعيته، ردود فعل عكسية وانتقادات على نطاق واسع خلافاً لما كان متوقعاً، واتهامات له بالتخادم مع تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي.

المدونون وصفوا منشور الداعري بالمتأخر، ورجحوا أن يكون في إطار محاولاته الهروب من قرارات رئاسية متوقعة بإقالة الوزراء ومسؤولي الحكومة الذين أعلنوا مواقف مساندة لتمرد المجلس الانتقالي الجنوبي، خاصة وأن وزير الدفاع جلس إلى جانب عيدروس الزبيدي عقب اجتياح قواته لمحافظتي حضرموت والمهرة.

“يمن ديلي نيوز” رصد عدداً من التناولات على وسائل التواصل الاجتماعي، والبداية مع رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم، سيف الحاضري، الذي قال إن رسالة وزير الدفاع محسن الداعري إلى وزير الدفاع السعودي، المنشورة على حسابه في منصتي فيس بوك وإكس تُعد خطوة إلى الخلف مصحوبة بعلامة ؟ وتساؤلات عديدة.. مردفاً.. زمن القفز في مربعات الشطرنج من الأسود إلى الأبيض انتهى، ولم يعد مقبولًا لدى الشرعية أو التحالف.

وقال الأكاديمي والكاتب كمال البعداني: وزير الدفاع محسن الداعري، كان يحضر فعاليات المليشيات الانفصالية تحت علم الانفصال، وحدوي في تعز أو المخا وانفصالي في عدن والضالع مسقط رأسه.

وأضاف في حسابه على فيسبوك: في الأحداث الأخيرة كان على تواصل مع قيادة المنطقة العسكرية الاولى في حضرموت، مطمئنا لهم، بأن قوات الانتقالي لا تستهدفهم وليست حولهم، وفي ليلة الهجوم على المنطقة، أغلق تلفونه وتوجه إلى القاهرة.

وأردف: ظل صامتاً من ذلك الوقت، واليوم وعندما أحس بالجدية استأذن من الامارات لإصدار بيان في صفحته، تأييد للموقف السعودي، وتوجيه الشكر والتقدير لوزير الدفاع السعودي لدعمه لليمن، والهدف طبعا معروف.

وواصل: ما أبشع أن يخون المسؤول الأمانة، ويغش ويخدع من هم تحت قيادته، والابشع من هذا كله أن يغير هذا المسؤول مبادئه كما يغير حذاءه من أجل المصلحة.

وقال مخاطباً الداعي: اثبت أنك وزير دفاع القرية لا الشرعية، اصطفيت مع القرية وخنت القسم والشرف العسكري، وهذه دعارة عسكرية، لم تُحسن يا محسن، فلا أحسن الله إليك.

الشريحة رقم 2

إلى ذلك قال رئيس تحرير مأرب برس، احمد عايض، ‏وزير الدفاع محسن الداعري خلال الأيام الماضية كان يجلس صامتًا مباركًا لخطوات المجلس الانتقالي، وظهر مستمعًا بإصغاء لعيدروس الزبيدي في محافله ولقاءاته، ولم يصدر عنه أي تصريح بشأن ما جرى من نهب وتدمير وقتل لأفراد المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية على يد قوات المجلس الانتقالي. وبصمته بدا وكأنه يبارك التحرك الإماراتي جنوب اليمن.

وأردف: الليلة وزير الدفاع شغل الشريحة رقم 2 وظهر مغازلاً ومادحاً الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ومؤكدًا أن ثقته مطلقة بحكمتهم.

وقال: السؤال المهم لمعالي وزير الدفاع: لماذا غبتَ عن لقاء المجلس الوطني عشية اتخاذ قرارات حاسمة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي؟ ولماذا لم يتضمن بيانك الليلة أي حديث عن المجلس الرئاسي وقراراته، وعن دعوته للتحالف بالتدخل للحفاظ على المركز القانوني للدولة؟ وأين موقفك من الأحداث والمتغيرات الراهنة؟

وأضاف: الداعري يتقلب ذات اليمين إلى أبوظبي، وذات الشمال إلى الرياض، ولا مكان للشرعية التي جعلت منه وزيرًا للدفاع ومنحته الأوسمة والنياشين، فوا أسفاه يا معالي وزير الدفاع.

محرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة احمد الشلفي من جانبه قال: وزير الدفاع اليمني محسن الداعري من حسابه على إكس ودون الإشارة لقرارات مجلس القيادة وقرارات مجلس الدفاع الوطني: أؤكد ثقتنا المطلقة بحكمة القيادة في المملكة العربية السعودية وقدرتها على تجاوز وحل أي خلافات أو تباينات لإخراج بلادنا وشعبنا إلى بر الأمان شمالا وجنوبا.

إلى ذلك قال الصحفي عامر الدميني، رئيس تحرير الموقع بوست: ‏في أول تعليق له وزير الدفاع محسن الداعري يتوجه بالشكر للسعودية على دعمها للشرعية اليمنية واليمن شمالا وجنوبا، ويؤكد حرصها على دعم وحدة الصف في اليمن.

وأضاف: الوزير ظل صامتا طوال الفترة الماضية، ولم يكن له أي موقف منذ بدء التطورات في حضرموت والمهرة مطلع ديسمبر.

كما لم يصدر عنه أي موقف تجاه اقتحام المنطقة العسكرية الأولى، والانتهاكات التي تعرض لها الجنود والضباط من قبل الانتقالي.

فارغ سيادياً

إلى ذلك كتب رئيس الشبكة اليمنية للحقوق والحريات المحامي محمد العمدة، مقالاً طويلاً تحت عنوان قراءة لبيان وزير الدفاع محسن الداعري ومطالبة من فخامة رئيس الجمهورية.

العمدة قال: في لحظة وطنية شديدة الحساسية، اختار وزير الدفاع أن يكتب بيانًا مفعمًا بالثناء، خاليًا من الموقف بيان أنيق لغويًا، لكنه فارغ سياديًا، يتحدث عن استعادة الدولة، بينما يتجاهل عن قصد أو عجز من يعمل على تقويضها على الأرض.

وأضاف: البيان الذي عبر فيه الوزير عن تقديره لرسالة سمو الأمير خالد بن سلمان، وأكد فيه الثقة بقيادة المملكة، لم يكن محل اعتراض من حيث المبدأ؛ فالدور السعودي في اليمن معلوم ومقدر لكن الإشكال الجوهري ليس فيما قيل… بل فيما لم يُقل.

بينما كانت حضرموت تشهد مداهمات، اعتقالات، ترويعًا للمدنيين، وفرض وقائع بقوة السلاح خارج مؤسسات الدولة، كان وزير الدفاع يحضر حفلاً في القاهرة لم يجد وزير الدفاع كلمة واحدة لوصف ما يجري لا إدانة، لا تحذير، لا تحميل مسؤولية وكأن الدم اليمني تفصيل يمكن تجاوزه في سبيل خطاب “توافقي” لا يغضب أحدًا.

قانونيًا – يقول المحامي العمدة – إن الصمت في لحظة الجريمة يُعد إخلالًا جسيمًا بواجبات المنصب، وقد يرقى إلى التواطؤ السلبي، حين يكون صاحب الصمت مسؤولًا مباشرًا عن حماية القوات والسلطة العسكرية للدولة.

وأضاف: أي استعادة للدولة هذه، إذا كان وزير دفاعها يعجز عن تسمية من يخرقها؟ يتحدث البيان عن استعادة مؤسسات الدولة، بينما يعجز وزير دفاعها عن تسمية من يعتدي عليها يتحدث عن وحدة الصف، بينما يُترك السلاح المنفلت ليحسم الخلاف بالقوة، الدولة لا تُستعاد بالمجاملات، بل بتطبيق القانون، وأول تطبيق للقانون هو تسمية الفاعل، وتجريم الفعل، ومحاسبة المسؤول.

واعتبر أن الأخطر من بيان وزير الدفاع ذاته هو سياقه السياسي، فاجتماعات وزير الدفاع مع عيدروس الزبيدي، في ذروة التصعيد والانتهاكات، تُسقط أي حديث عن السيادة من أساسه، هذه اللقاءات، غير المشروطة بوقف الانتهاكات أو الخضوع لسلطة الدولة، تبعث برسالة خطيرة من يفرض أمرًا واقعًا بالسلاح، يُكافأ بالحوار لا بالمحاسبة.

وتابع: هنا يتحول بيان وزير الدفاع من موقف سياسي إلى أداة تبييض سياسي، ومن لغة دولة إلى شرعنة غير مباشرة للعنف المنفلت.

واختتم مقاله: الخلاصة التي أريد أوصلها للداعري الدولة لا تُبنى بالبلاغة، ولا تُحمى بالمجاملات، ولا تُستعاد بالصمت أمام من يهدمها، وزير الدفاع لا يُقاس بمدى أناقة بياناته، بل بقدرته على حماية السيادة، وردع الخارجين عنها، والوقوف بوضوح لا لبس فيه مع المدنيين لا مع موازين القوة.

إخلال جسيم

واعتبر أن ما صدر عن وزير الدفاع يمثل إخلالًا جسيمًا بواجبات المنصب، مطالباً بعزله لتحمله مسؤولية سياسية وأخلاقية مباشرة عن هذا الفشل، وفتح تحقيق عاجل ومستقل من قبل النائب العام في وقائع الإهمال والتقصير والتواطؤ بالصمت، باعتبار ذلك مساسًا بسيادة الدولة وحقوق منتسبي القوات المسلحة.

وقال إنه “ما لم يتحول هذا الصمت إلى محاسبة، ستظل البيانات تُكتب… بينما تُستنزف الدولة، ويُدفن جنودها بلا صوت.”

وكان وزير الدفاع اليمني محسن الداعري عبر في منشور على حسابه في إكس عن تقديره العميق لرسالة وزير الدفاع السعودي، وما حملته من تأكيد على موقف المملكة الثابت في دعم ومساندة اليمن وشرعيته، وحرصها الدائم على وحدة الصف وتضافر جهود الجميع لاستعادة مؤسسات الدولة وتحرير كامل التراب الوطني، وتحقيق أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل، بما يعزز الأمن والاستقرار في بلادنا والمنطقة.

وأعرب في منشور على حسابه في منصة “إكس” عن ثقته المطلقة بحكمة القيادة في المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الامير محمد بن سلمان وقدرتها على تجاوز وحل أي خلافات أو تباينات لإخراج بلادنا وشعبنا إلى بر الأمان شمالا وجنوبا.

في المقابل لم يتطرق ترحيب الداعري إلى نتائج اجتماع مجلس الدفاع الوطني، كما لم يصدر منه أي إدانة لما قام به المجلس الانتقالي الجنوبي من اجتياح لمحافظتي حضرموت والمهرة مطلع الشهر الجاري والتمرد على مؤسسات الدولة المعترف بها دولياً.

مرتبط

الوسوم

محسن الداعري

وزير الدفاع اليمني

تأييد المجلس الانتقالي

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط