أفادت منظمة "صحفيات بلا قيود" لحقوق الإنسان، الاثنين 29 ديسمبر/ كانون الأول 2025م، بأن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج (جنوبي اليمن) أغلقت الطريق الرابط بين تعز ولحج، ومنعت مئات المسافرين، بينهم نساء وأطفال، من الوصول إلى مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد.
وأوضحت المنظمة في بيان لها اطلع عليه "بران برس"، أن نقاطاً أمنية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي متمركزة في منطقة الفرشة بمديرية طور الباحة أوقفت حركة المركبات والحافلات القادمة من المحافظات الشمالية، وأجبرت المسافرين على العودة القسرية، وفقاً لشهادات ميدانية وثقتها الفريق الميداني.
وأشار البيان إلى أن ما وصفه بـ"الإجراءات التعسفية" للانتقالي والتي قال إنها “تسببت في تعطيل المدنيين لساعات طويلة ومعاناتهم الإنسانية، مؤكدة أن المنع كان على أساس جغرافي ومناطقي دون أي مسوغ قانوني، وهو ما يعد تمييزاً عنصرياً محظوراً”.
ولفتت "بلا قيود"، إلى أن هذه الواقعة ليست معزولة، بل تأتي ضمن نمط متكرر من الانتهاكات الموثقة على النقاط الأمنية والمنافذ البرية خلال السنوات الماضية، كان آخرها في أبريل 2025، حين منع مسافرون من دخول عدن وأُعيدوا قسراً من محافظتي تعز وإب، شملت عشرات المركبات وعائلات.
وأكدت أن هذه الممارسات ترقى إلى جريمة اضطهاد وفق القانون الدولي، لكونها جزءاً من نمط واسع ومتكرر من الانتهاكات، مستندة إلى تعريف جريمة الاضطهاد في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، التي تشمل الحرمان المتعمد من الحقوق الأساسية واستهداف جماعات محددة على أساس الانتماء الجغرافي أو المناطقي.
وحذرت "المنظمة" من أن استمرار هذه السياسات يعمّق الانقسام المجتمعي ويهدد السلم الاجتماعي، ويؤسس لمسؤولية قانونية فردية وجماعية للقائمين على هذه الانتهاكات، محملة المجلس الانتقالي الجنوبي المسؤولية الكاملة عن أي أضرار أو انتهاكات لاحقة للمدنيين.
ودعت "صحفيات بلا قيود" إلى الرفع الفوري وغير المشروط لإغلاق الطريق وضمان حرية تنقل المسافرين دون أي تمييز، وفتح تحقيق مستقل وشفاف في الحوادث السابقة، ومحاسبة المسؤولين، والتزام قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وتأتي هذه الإجراءات التعسفية في سياق الانتهاكات الجسيمة والمنهجية التي ترتكبها قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بحق المدنيين العزل في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما فيها محافظة حضرموت التي شهدت حصاراً عسكرياً شاملاً وغير مشروع فرضته قوات الانتقالي على مناطق مأهولة بالسكان في نطاق قبائل الحموم، بما في ذلك وادي خرد، وحلفون، وغيل بن يمين.
كما أظهرت مقاطع فيديو حصل عليها "بران برس" قوات تابعة للانتقالي الجنوبي وهي تداهم منازل المدنيين، ونفذت حملات اعتقال تعسفي وإخفاء قسري بحق المدنيين بسبب رفضهم العلني لمشروع الانتقالي ومعارضتهم، في انتهاك صارخ لمبدأ عدم التمييز وتجريماً للحق في حرية الرأي والتعبير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news