تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يُزعم أنها توثق مداهمات نفذتها قوات مدعومة من المجلس الانتقالي الجنوبي في منطقة غيل بن يمين بمحافظة حضرموت خلال ساعات الليل.
ويُظهر مقطع آخر فرض حظر تجول في ساعات مبكرة من صباح الإثنين، بالإضافة إلى عمليات اعتقال طالت عددًا من المدنيين.
وأبدى نشطاء رافضين للعملية مخاوفهم من أن الاعتقالات تمت بشكل عشوائي، وأن من تم توقيفهم وُجّهت إليهم لاحقًا اتهامات وُصفت بأنها ملفقة أو انتقامية.
وفي وقت سابق، اليوم الاثنين، قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في تقرير صادر عنها، إنها وثقت نحو 614 واقعة انتهاك ارتكبتها مليشيا تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الامارات، إضافة إلى تهجير قسري وتشريد حوالي 5000 أسرة في محافظة حضرموت، خلال الفترة من 2 إلى 25 ديسمبر 2025، في تصعيد وصفته المنظمة بـ"الممنهج" ضد المدنيين والبنية المجتمعية بالمحافظة.
ووفقاً للتقرير، قُتل 35 عسكرياً و12 مدنياً، وأُصيب 56 شخصاً بجروح متفاوتة، فيما سجلت الشبكة سبع حالات تصفية ميدانية لأسرى خارج أي إجراءات قضائية، و316 حالة اعتقال تعسفي. كما وثقت 53 حالة إخفاء قسري في حضرموت، بالإضافة إلى حالات في محافظات ريمة وحجة وتعز وذمار وأبين وإب ومحافظات أخرى.
وأشار التقرير إلى أن الممتلكات المنهوبة شملت 112 منزلاً، و56 منشأة تجارية، و20 مركبة خاصة، فضلاً عن تهجير وتشريد حوالي 5000 أسرة من مناطق مختلفة بالمحافظة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تحذر فيه قيادات محلية وباحثون استراتيجيون من مخاطر استمرار التصعيد العسكري، داعين إلى التوصل لحلول سياسية لتجنب مواجهات واسعة قد تؤدي إلى خسائر بشرية وانفلات أمني، كما أكدت تصريحات سابقة لعضو رئاسة حلف قبائل حضرموت، لطفي بن سعدون الصيعري، أن الأهالي لن يسمحوا بالهيمنة والسيطرة بالقوة على مناطقهم، مع استمرار تحركات شبابية ومدنية لدعم المقاومة المحلية.
وتشهد حضرموت والمهرة منذ اجتياح الانتقالي الجنوبي تصاعدًا للتوترات، وسط دعوات سعودية للانسحاب واحترام الترتيبات القائمة وفق اتفاق الرياض، فيما يحذر خبراء من احتمالية استغلال هذه الفوضى من قبل جماعات أخرى لزعزعة الأمن في المحافظة.
ومنذ مطلع ديسمبر الجاري، فرضت قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على محافظتي حضرموت والمهرة، اللتين تشكلان ما يقارب نصف مساحة اليمن، بنحو 555 ألف كيلومتر مربع.
وشهدت حضرموت، مساء الجمعة، تصعيدًا عسكريًا جديدًا أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، إثر اشتباكات بين قوات المجلس الانتقالي وحلف قبائل حضرموت، الذي يطالب بحكم ذاتي للمحافظة.
وعلى إثر ذلك، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، في بيان رسمي، تحالف دعم الشرعية إلى اتخاذ التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين في حضرموت، ومساندة الجيش في فرض التهدئة.
كما جدد العليمي مطالبته بالانسحاب الفوري لقوات المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة، وتسليم الملف الأمني لقوات درع الوطن، التي أُنشئت عام 2023 وتخضع لقيادته بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.
بدوره، قال المتحدث باسم قوات التحالف، تركي المالكي، إن أي تحركات عسكرية تتعارض مع جهود السعودية والإمارات الرامية إلى خفض التصعيد “سيجري التعامل معها بشكل مباشر لحماية أرواح المدنيين”.
كما طالب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان المجلس الانتقالي بسحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة.
وكان المجلس الانتقالي قد أعلن، يوم الجمعة، انفتاحه على “أي تنسيق أو ترتيبات تضمن المصالح المشتركة مع السعودية”، مع تمسكه بما وصفه بـ“تطلعات شعب الجنوب”، في إشارة واضحة إلى مشروع الانفصال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news