يدخل المشهد اليمني مرحلة دقيقة مع تصاعد التحركات العسكرية في الجنوب، ما يضع ملايين المدنيين أمام مخاوف جديدة من عودة التوتر. في هذا السياق، تبرز تحركات إقليمية مكثفة لمحاولة احتواء الأزمة قبل تفاقمها. وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي الجنوبي إلى التهدئة والاستجابة للوساطة، في خطوة تعكس حجم القلق من تداعيات التصعيد على استقرار اليمن والمنطقة.
تحرك سعودي لاحتواء الأزمة
دعا وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان المجلس الانتقالي الجنوبي إلى التجاوب مع جهود الوساطة الهادفة إلى إنهاء حالة التصعيد العسكري في المحافظات الشرقية من اليمن. وشدد على ضرورة خروج القوات التابعة للمجلس من المعسكرات التي سيطرت عليها في حضرموت والمهرة، وتسليمها بشكل سلمي إلى قوات درع الوطن والسلطات المحلية.
وأكد الأمير أن هذه الدعوة تأتي في إطار الحرص على استقرار اليمن وحماية المدنيين، مع استمرار المساعي السياسية لتجنب أي مواجهة عسكرية جديدة.
القضية الجنوبية في صلب أي حل
أكد وزير الدفاع السعودي أن القضية الجنوبية ستظل حاضرة في أي تسوية سياسية شاملة، ولن يتم تجاهلها أو تهميشها تحت أي ظرف. وأوضح أن حل هذه القضية يجب أن يقوم على التوافق والحوار، بعيدًا عن فرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية.
وأشار إلى أن اتفاق الرياض شكّل مظلة سياسية ضمنت مشاركة الجنوبيين في السلطة، وفتح الباب أمام مسار عادل ومتوازن يحقق تطلعات جميع الأطراف.
موقف التحالف وحماية المدنيين
أعلنت قيادة قوات التحالف في اليمن أنها ستتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تتعارض مع جهود خفض التصعيد، مؤكدة أن حماية المدنيين في محافظة حضرموت تمثل أولوية قصوى.
وأوضح المتحدث باسم القوات أن هذه الإجراءات تأتي استكمالًا للجهود المشتركة التي تبذلها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لإعادة الاستقرار ومنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهات أوسع.
دعم حكومي يمني للوساطة
عبرت الحكومة اليمنية عن دعمها الكامل للوساطة السعودية الإماراتية، معتبرة أنها تمثل فرصة حقيقية لإنهاء التوتر الحالي. وطالب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي قوات تحالف دعم الشرعية باتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين وضمان أمن حضرموت.
ويعكس هذا الموقف الرسمي إدراكًا حكوميًا لحساسية المرحلة وخطورة أي تصعيد عسكري على وحدة البلاد.
رد المجلس الانتقالي الجنوبي
أكد المجلس الانتقالي الجنوبي التزامه بالشراكة مع دول التحالف العربي في مواجهة التحديات والتهديدات المشتركة. وأوضح في بيان رسمي أن تحركات قواته جاءت بدافع مواجهة الجماعات الإرهابية ومنع تهريب الأسلحة والإمدادات إلى الحوثيين.
كما أعلن المجلس انفتاحه على أي تنسيق أو ترتيبات تضمن حماية أمن الجنوب ووحدته وسلامته، بما ينسجم مع المصالح المشتركة.
ماذا يعني ذلك للمواطنين؟
يعني استمرار التصعيد مزيدًا من الضغوط على السكان المحليين، سواء من حيث الأمن أو الخدمات أو الاستقرار المعيشي. في المقابل، فإن نجاح دعوة وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي الجنوبي إلى التهدئة قد يفتح نافذة أمل لخفض التوتر وتحسين الأوضاع الإنسانية في الجنوب اليمني.
خاتمة واستشراف للمشهد
يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت الأطراف كافة ستلتقط فرصة الوساطة قبل فوات الأوان. الأيام المقبلة قد تحمل مؤشرات حاسمة، إما باتجاه التهدئة السياسية أو العودة إلى مربع التصعيد. ويظل الرهان الأكبر على تغليب منطق الحوار حفاظًا على أمن اليمن واستقرار المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news