في تطوّر يعيد فتح ملفات غابرة من تاريخ جماعة الحوثي المسلحة، كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة خلال الساعات الماضية عن صورة نادرة تعود إلى عام
2017
، كانت لسنوات طويلة متداولة بوجوه مطموسة، قبل أن تُنشر مؤخرًا بكامل وضوحها، لتُظهر ما وصفه مراقبون بـ"تحالف الظل" الذي شكّل العمود الفقري للقدرات العسكرية والاستراتيجية للجماعة في ذروة صعودها.
وتُظهر الصورة، التي أثارت ضجّة واسعة بين المتابعين والباحثين، كلاً من:
صالح علي الصماد
، رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" في الجماعة، والذي قُتل في
غارة جوية دقيقة
نفّذها التحالف العربي في أبريل 2018.
محمد الغماري
، رئيس هيئة الأركان العامة للحوثيين، الذي
أُعلن مقتله
في يناير 2025 جرّاء
ضربة إسرائيلية
استهدفت مقرّه في صنعاء.
زكريا حجر
، قائد برنامج الطائرات المسيرة في الجماعة، الذي
قضى في أغسطس 2025
في غارة نُسبت إلى
القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)
.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن ظهور الوجوه الثلاثة معاً في صورة واحدة، قبل أن يلقى كل منهم حتفه في عمليات مستقلة على مدار سبع سنوات، يعكس
التخطيط المركزي
الذي كانت تعتمده الجماعة في تطوير قدراتها الهجومية، خصوصاً في مجال
الطائرات المسيرة
التي باتت سلاحها الأبرز ضد الأهداف الإقليمية والدولية.
أقدم دليل بصري علني
على بدء الجماعة بتصنيع طائرات مسيرة داخل اليمن، مستخدمةً مكونات محلية وتقنيات إيرانية مهجّنة.
وقال الحساب في تحليل سابق:
"حتى قبل أن تُعلن الجماعة عن أول طائرة مسيرة محلية، كانت الصورة تُظهر زكريا حجر جالساً أمام مكوّنات إلكترونية متقدمة، إلى جانب قيادات عسكرية وسياسية عليا – مؤشر واضح على أن تصنيع الطائرات دون طيّار لم يكن هواية، بل مشروع استراتيجي".
تسجيلات المسيرة توثّق تجميع "قاصف K2" داخل منشآت صنعاء
وفي سياق متصل، أظهرت لقطات شاشة من بث قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين مراحل تجميع طائرة
"قاصف K2"
– وهي نسخة معدلة من الطائرة الإيرانية
"أبابيل-2"
– داخل ورش تصنيع يمنية.
اللقطات كشفت عن:
هياكل مصنوعة من
الألياف الزجاجية
.
مكونات بلاستيكية ومعدنية
مُركَّبة يدوياً.
أنظمة إلكترونية متقدمة
، يُعتقد أنها مستوردة أو مهربة عبر شبكات إيرانية.
خبير عسكري يمني متابع لصناعة الطائرات المسيرة، علّق قائلاً:
"ما يُنتجه الحوثيون اليوم ليس مجرد تقليد، بل تطوّر تدريجي بدعم إيراني مباشر، استند في بدايته إلى لقاءات سرية كهذه التي ظهرت في الصورة".
لماذا الآن؟
يسود بين المراقبين تفسيران لنشر الصورة الآن:
إما
رسالة داخلية
لتعزيز الخطاب البطولي حول " المؤسسين"، أو
محاولة لتأجيج الرأي العام
المحلي في وقت تشهد فيه الجماعة تصعيداً عسكرياً غير مسبوق مع أكثر من طرف إقليمي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news