كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن أبعاد استراتيجية وعسكرية تقف خلف توجه إسرائيل للاعتراف بأرض الصومال، معتبرة أن هذه الخطوة تمنح تل أبيب عمقًا استراتيجيًا وإمكانيات عملياتية جديدة، خاصة في ما يتعلق بالعمل العسكري ضد اليمن وإيران، وتوجيه رسائل مباشرة لقوى إقليمية، وفي مقدمتها تركيا.
وبحسب الصحيفة، فإن قرب أرض الصومال من اليمن يوفّر لإسرائيل فرصًا أكبر لتحركات قواتها الجوية، بما في ذلك إمكانية التزود بالوقود جوًا، ما يسهّل التخطيط لعمليات هجومية في عمق الأراضي اليمنية، في ظل ما وصفته بصعوبة خوض قتال مستمر ضد جماعة الحوثيين بسبب البعد الجغرافي ونقص المعلومات الاستخباراتية والأهداف الطارئة.
وأوضحت معاريف أن الاعتراف بأرض الصومال لا يقتصر على البعد العسكري، بل يحمل رسالة سياسية واضحة لتركيا، مفادها أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مساعي أنقرة لتوسيع نفوذها الإقليمي والدولي في الشرق الأوسط وأفريقيا وحتى شرق آسيا.
ويأتي هذا الكشف في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، خاصة بعد تبادل الهجمات بين إسرائيل وجماعة الحوثيين، وهو ما جعل تل أبيب، وفق الصحيفة، تنظر إلى اليمن بجدية غير مسبوقة، بعد أن كان خارج دائرة الاهتمام المباشر سابقًا.
ويرى مراقبون أن هذه المعطيات تثير تساؤلات واسعة حول ما كان يُعدّ في جنوب اليمن، في ظل اندفاع المجلس الانتقالي الجنوبي نحو مشروع الانفصال، وطرحه المبكر لاحتمالية التطبيع مع إسرائيل، الأمر الذي يعزز المخاوف من استغلال الجغرافيا اليمنية ضمن صراعات إقليمية ودولية.
كما يشير محللون إلى أن الحضور الإسرائيلي المتنامي في محيط البحر الأحمر ومضيق باب المندب يهدف إلى تثبيت موطئ قدم في أحد أكثر الممرات الملاحية حساسية في العالم، وسط وجود إماراتي ونشاط لقوى محلية يمنية موالية لها في السواحل الغربية والجنوبية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news