شبّه القاضي عبدالوهاب قطران أجهزة المخابرات التابعة لمليشيا الحوثي في صنعاء بـ”الثقب الأسود”، في إشارة إلى الغموض الكامل الذي يلف مصير المعتقلين والمخفيين قسرًا في سجونها، مؤكداً انقطاع أي معلومات عنهم منذ أسابيع طويلة.
وقال قطران، في منشور له السبت، إن ثلاثة أشهر ونيف مضت على اعتقال شقيقه الشيخ عارف قطران ونجله الشاب عبدالسلام منذ 21 سبتمبر الماضي، مشيرًا إلى أن العائلة تعيش منذ 65 يومًا حالة إخفاء قسري كامل دون أي تواصل أو معرفة بمكان احتجازهما أو وضعهما الصحي.
وأضاف أن المعتقلين “سقطوا في ثقب أسود لا يُرى ما بداخله ولا يُعرف له قرار”، في وصف لحالة الغياب القسري التي تمارسها أجهزة المخابرات الحوثية في صنعاء، معتبرًا أن ما يحدث لا يمثل حالة فردية أو معاناة عائلية معزولة، بل نمطًا متسعًا من الانتهاكات الصامتة التي تُغلق فيها أبواب العدالة وتُعطَّل الضمانات القانونية.
وأوضح أن عشرات المختطفين يتقاسمون المصير ذاته في الزنازين المعتمة، من بينهم المحامي عبدالمجيد صبرة، والطبيب علي المضواحي، والصحفي ماجد زايد، والشاعر أوراس الإرياني، إضافة إلى عدد من المزارعين هم ماجد الصايدي، ويحيى ثابت المعافا، ومحمد عبده شريان.
وأكد أن اختلاف المهن والانتماءات لا يغيّر من حقيقة واحدة، وهي حرمان هؤلاء من أبسط حقوقهم الإنسانية والقانونية، داعيًا إلى عدم تطبيع الرأي العام مع جريمة الإخفاء القسري أو التعامل معها كخبر عابر.
وختم القاضي قطران رسالته بالتحذير من خطورة الصمت والتجاهل، معتبرًا أن الاعتياد على المأساة يطفئ الحس الإنساني، ومشدّدًا على أن كسر الصمت والحديث المستمر عن الضحايا هو السبيل الوحيد لمنع طيّ قضاياهم في العتمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news