كشفت مصادر حكومية عن أن المملكة العربية السعودية منحت المجلس الانتقالي الجنوبي مهلة مدتها 72 ساعة لسحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة، ابتداءً من يوم الجمعة الماضي، على أن تنتهي المهلة اليوم الأحد، مع إمكانية تمديدها حتى يوم غدٍ الاثنين، في إطار مساعٍ تقودها الرياض لاحتواء التصعيد وإنهاء الأزمة القائمة. وبحسب المصادر، تهدف هذه الخطوة إلى تمكين قوات “درع الوطن” والسلطة المحلية من استلام زمام الأمور في المحافظتين، وإعادة الأوضاع إلى مسارها الطبيعي.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة أن قوة عسكرية كبيرة تُقدّر بالآلاف تحتشد حالياً عند منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية، في انتظار أي توجيهات بالتحرك، في ظل تطورات ميدانية متسارعة تنذر بتوسع رقعة المواجهات.
ميدانياً، تجددت الاشتباكات المسلحة، اليوم الأحد، في محافظة حضرموت شرقي اليمن، بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة، وقوات حلف قبائل حضرموت وقوات حماية حضرموت وما يُعرف بـ“المقاومة الشعبية الحضرمية” من جهة أخرى، عقب دفع الطرفين بتعزيزات عسكرية وقبلية إلى مناطق التماس، خصوصاً في مديريتي غيل بايمين والشحر.
وأفاد مصدران في السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، إلى جانب مصدر في حلف قبائل حضرموت، بأن المواجهات اندلعت في مديرية غيل بايمين، التي تُعد معقلاً لرئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش، وذلك إثر محاولة قوات تابعة للمجلس الانتقالي التقدم والتوغل في المنطقة، قبل أن تتصدى لها قوات الحلف. وأكدت المصادر أن الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى لحظة إعداد الخبر، وأسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين، من دون الإعلان عن حصيلة دقيقة.
وفي السياق ذاته، ذكر شهود عيان أن قوات تابعة للمجلس الانتقالي شنت قصفاً طال أحياء سكنية في منطقة غيل بايمين، التي تعيش حصاراً منذ يومين، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات المجلس إلى مديريتي غيل بايمين والشحر. وأشار الشهود إلى أن حلف قبائل حضرموت كثّف انتشاره في عدد من الهضاب والمرتفعات الجبلية المطلة على مناطق المواجهات، في مسعى لتعزيز مواقعه الدفاعية.
في المقابل، قال مصدر في قوات النخبة الحضرمية التابعة للمجلس الانتقالي إن مسلحين موالين للشيخ عمرو بن حبريش شنّوا هجمات على قوات النخبة والقوات المساندة لها أثناء محاولتها، حسب وصفه، “مواصلة الانتشار وتثبيت الأوضاع” في مديرية غيل بايمين. وأضاف أن الاشتباكات ما تزال متواصلة، وأن قواتهم تلاحق من وصفهم بـ“المتمردين” في المنطقة.
وأشار المصدر ذاته إلى مقتل خمسة من أفراد قوات النخبة الحضرمية في كمين نُفذ من قبل عناصر من حلف قبائل حضرموت في وادي خرز، إحدى مناطق مديرية الشحر الساحلية المطلة على بحر العرب، وهو ما كانت قد تداولته وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي في وقت سابق.
وتأتي هذه التطورات في وقت تعيش فيه محافظتا حضرموت والمهرة حالة توتر غير مسبوقة، وسط تحذير صريح من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أمس السبت، من أنه سيتعامل مباشرة مع أي تحركات عسكرية جديدة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك استجابة لطلب رسمي قدمه رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يوم الجمعة الماضي، للتدخل من أجل حماية المدنيين ومنع فرض أمر واقع بالقوة، في ظل مخاوف متزايدة من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع تهدد السلم والاستقرار في شرق البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news