اعتبر عبدالرحمن الراشد، المدير العام السابق لقناة "العربية"، أن انفصال الجنوب اليمني ممكن نظريًا، لكنه مرتبط بشرعية دولية واضحة، موضحًا في مقاله بصحيفة "الشرق الأوسط" أن نجاح أي حركة انفصالية يتوقف على قبول المجتمع الدولي، وخاصة القوى الكبرى في مجلس الأمن.
وأشار الراشد إلى أن العالم يضم نحو سبعين حركة انفصالية شبه مسلحة، إلا أن أغلبها لم ينجح بسبب غياب الشرعية الدولية، مستشهدًا بتجربة انفصال جنوب السودان، الذي حصل على اعتراف كامل من الأمم المتحدة والقوى الكبرى، مقارنة بفشل انفصالات مثل صومالي لاند وكردستان العراق.
وأضاف اراشد أن التجربة الجنوبية تختلف عن حالات أخرى، مشيرًا إلى أن الانفصال الناجح يتطلب توافقًا داخليًا بين الجنوبيين، وقبولًا من الشماليين، فضلاً عن دعم القوى الإقليمية المجاورة، مثل السعودية وعمان، وتحالف الدعم الدولي بقيادة الإمارات، لضمان الانتقال السلمي نحو دولة مستقلة.
وحذر الراشد من أن أي خطوات متسرعة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي قد تؤدي إلى مزيد من الانقسام والصراع، مؤكدًا أن الاستراتيجية الصحيحة تقوم على التوافق القانوني والسياسي، وليس على تسابق الأفراد على السلطة أو الاستعراضات الجماهيرية، حتى لا يظل الجنوب أسيرًا لعقود من الحروب والبؤس والانقسامات الداخلية.
وأوضح أن الطريق العقلاني لإنشاء دولة الجنوب قد يستغرق سنوات قليلة إذا تم الالتزام بالإطار القانوني الدولي والمحلي، بما يضمن الشرعية والقبول السياسي والإقليمي، مؤكدًا أن أي تجاوز لهذا المسار قد يهدد الاستقرار والإنجازات التي تحققت خلال السنوات الأخيرة في المناطق الجنوبية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news