أخبار وتقارير
(الأول) متابعة خاصة:
أثار الإعلان الإسرائيلي عن الاعتراف الرسمي بإقليم "أرض الصومال" (صوماليا لاند) كدولة مستقلة موجة من الرفض الإقليمي والدولي الواسع، وسط تقارير تكشف عن أجندات خفية تتجاوز الدبلوماسية لتصل إلى ملفات "التهجير القسري" وبناء قواعد نفوذ عند الممرات الملاحية الاستراتيجية.
جبهة رفض إقليمية وحزم صومالي
سارعت قوى إقليمية وازنة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا، إلى إعلان رفضها القاطع لأي تدخل يمس وحدة وسيادة الأراضي الصومالية أو يعترف بكيانات تهدد استقرار القرن الأفريقي. من جانبها، أصدرت الحكومة الصومالية بياناً شديد اللهجة اعتبرت فيه القرار الإسرائيلي تهديداً مباشراً لسيادتها، ملمحة إلى "هدف خفي" يتعلق بالقضية الفلسطينية؛ حيث أكدت مقديشو رفضها القاطع لأي مشاريع تهدف لتهجير الشعب الفلسطيني أو حرمانه من دولته المستقلة.
خطة (التوطين البديل) تحت المجهر
تعيد هذه التطورات للأذهان تقارير سابقة كشفت عن بحث الحكومة الإسرائيلية إمكانية نقل وتوطين فلسطينيين من قطاع غزة إلى مناطق في القرن الأفريقي، وتحديداً "أرض الصومال" و"بونتلاند"، مقابل تقديم دعم مالي واعتراف دولي لتلك الأقاليم. ورغم أن متخصصين أكدوا صعوبة تنفيذ هذا المخطط قانونياً وسياسياً نظراً للرفض العربي والفلسطيني الشامل، إلا أن التحليلات تشير إلى أن إسرائيل لا تزال تضع هذا الخيار ضمن خططها بعيدة المدى لتغيير الواقع الديموغرافي.
أبعاد استراتيجية: من غزة إلى باب المندب
بعيداً عن ملف التهجير، يرى خبراء في العلوم السياسية أن الأهمية الحقيقية للاعتراف تكمن في "الجغرافيا السياسية"؛ إذ تسعى إسرائيل لتأمين موطئ قدم استخباري وعسكري قرب مضيق باب المندب وخليج عدن لتأمين تجارتها الخارجية مع آسيا، ولمواجهة الهجمات التي تستهدف ملاحتها في البحر الأحمر.
وحددت الدكتورة نادية حلمي، أستاذة العلوم السياسية، ثلاثة مخاطر رئيسية لهذا الوجود:
1- عسكرياً واستخباراتياً:
توفير تكنولوجيا مراقبة متقدمة تؤثر على مسارات الطيران والملاحة الجوية والبحري في المنطقة.
2- ملاحياً:
تطوير ميناء "بربرة" ليكون مركزاً بديلاً ومنافساً، مما يقلل الاعتماد على ممرات تقع تحت نفوذ قوى معارضة لإسرائيل.
3- دولياً:
الاصطدام بالمصالح الصينية والروسية، حيث تعتبر بكين هذا التحرك سابقة خطيرة تهدد سلاسل الإمداد وتوازن القوى في شرق أفريقيا.
عقبات أمام (الطموح الإسرائيلي)
وفي قراءة قانونية، أكد الدكتور أمجد شهاب أن "صوماليا لاند" ككيان غير معترف به دولياً لا يمكنه استيعاب عمليات توطين رسمية، مشدداً على أن أمن إسرائيل القومي بات مرتبطاً بالممرات البعيدة، مما يجعل تطلعاتها نحو خليج عدن ورقة ضغط قوية في أي مفاوضات مستقبلية تخص أمن الملاحة الدولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news