كشفت مصادر إعلامية تابعة للانتقالي، عن تطور لافت في المشهد الأمني والسياسي بمحافظة المهرة، عقب لقاء عقد اليوم في العاصمة عدن، جمع بين الشيخ راجح باكريت واللواء عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
ووفقاً لما تم تداوله، أعلن سفيان كلشات المهري، عضو هيئة الشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي، عن خلاصة اللقاء المهم، موضحاً أنه جرى الاتفاق على اعتماد "الترقيم الرسمي الكامل" لجميع العناصر المسجلة في قوات النخبة المهرية. وُصفت الخطوة بأنها "بشرى سارة" لأبناء المحافظة، حيث تهدف بصورة رسمية إلى تمكين الكوادر المحلية وتأهيلها لإدارة شؤون محافظتهم سياسياً وأمنياً.
وتأتي هذه الخطوة في سياق التوجهات الرامية لتعزيز الاستقرار المزعوم، وترسيخ دور المؤسسات الأمنية المحلية، غير أن مراقبين يرون في هذا التحول نوعاً من المأسسة للوجود العسكري للانتقالي في المنطقة الشرقية.
نقد وتحليل: المشهد الأمني ومسألة "المليشيات"
في قراءة نقدية لمجريات الأحداث، يُعد قرار اعتماد الترقيم الرسمي لقوات "النخبة" في المهرة أكثر من مجرد إجراء إداري؛ إذ يُنظر إليه كأداة لفرض الأمر الواقع وتوسيع نفوذ التشكيلات المسلحة التابعة للانتقالي التي يُنظر إليها من جانب خبراء ومحللين باعتبارها "مليشيات" تعمل خارج إطار الشرعية المؤسسية للدولة.
يُظهر هذا التوجه سعي الانتقالي المستمر لاستغلال الملف الأمني كورقة ضغط، حيث يتم تحويل القوات العشائرية والمحلية إلى كيانات نظامية تابعة له تماماً، مما يسمح له بالتحكم في مفاصل القرار في المهرة بعيداً عن السلطة المركزية. هذه "المأسسة" للمليشيات تحت مسمى "النخب" تُعد تكتيكاً خطيراً يهدف إلى شرعنة التسلح غير النظامي ودمجه في هيكلية الدولة لاحقاً، مما يعقد أي حلول سياسية قادمة ويعمق الانقسام تحت غطاء التمكين المحلي.
بذلك، تكون محافظة المهرة قد أضحت ساحة جديدة لترسيخ نفوذ الانتقالي، الذي يسعى عبر بوابة الأمن إلى بسط سيطرته الكاملة، مستخدماً عبارات الاستقرار والتمكين واجهة لتوسع قوى "المليشيات" وتحولها إلى أمر واقع يصعب تفكيكه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news