حين ينقلب الحقد على الحاقد..!
قبل 2 دقيقة
ثماني سنواتٍ كاملة، لم يتركوا مناسبةً ولا منبرًا ولا منشورًا، إلا وحوّلوه إلى مساحة شماتةٍ وسخريةٍ وابتذال، يكررون عبارةً واحدة كأنها خلاصة انتصارهم الوحيد.
ثماني سنواتٍ وهم يتوهّمون أن التاريخ يُهزم بالاستخفاف، وأن الخصومة تُدار بالتشفّي، وأن الحقد والكراهية يمكن أن تُصاغ مشروعًا وطنيًا.
لم يدركوا – أو تجاهلوا عن قصد – أن الارتزاق والشماتة والخيانة ليست مواقف سياسية، بل دلائل إفلاسٍ أخلاقي وعجزٍ عميق، وأن من يفرح بالموت لا يمكن أن يصنع حياةً أو مستقبلًا.
ثم دار الزمن دورته الثقيلة، فانقلب المشهد، وتكشّفت الحقائق التي حاولوا طمسها بالضجيج.
فالاسم الذي غاب قسرًا، واختُطف حيًّا، وأُغلِق عليه الصمت والظلام، لم يكن اسم من سخروا منه طويلًا، بل اسم صاحبهم، ورمزهم، وقياديهم: محمد قحطان.
هنا فقط، ظهر الفرق.
فرقٌ شاسع بين رجلٍ ارتقى إلى ربّه، ومضى مدافعًا عن نفسه ووطنه، تاركًا وراءه تاريخًا مثقلًا بالجدل، لكنه حاضرٌ في الوعي والذاكرة والخصومة؛
وبين رجلٍ غُيِّب حيًّا، لا لذنبٍ اقترفه سوى أنه قال «لا»، فكان جزاؤه غيابًا طويلًا بلا قبر، ولا عزاء، ولا حتى ضجيج.
الرجل الذي حاولوا اختزاله في سخريةٍ رخيصة، خرج من الموت إلى التاريخ، ومن الجسد إلى الفكرة، ومن الخصومة إلى الحضور.
أما الغائب حقًا، فهو ضحية صمت رفاقه، وضحية حسابات السياسة القاسية، وضحية أولئك الذين تاجروا بقضيته، وأتقنوا الشماتة، ثم عجزوا عن مواجهة الحقيقة حين حضرت عاريةً وقاسية.
هذا ليس تشفّيًا مضادًا، ولا انتصارًا أخلاقيًا زائفًا،
بل مرآة صافية تقول: إن من يعتاد السخرية من موت الآخرين، سيتعلّم قسوة الغياب عندما يأتيه الدور.
وإن من يصفّق للغياب القسري، سيجد نفسه يومًا عاجزًا أمام أسئلته الثقيلة.
ثماني سنواتٍ من الضجيج انهارت في لحظة صمت،
والتاريخ – كعادته – لم ينسَ، بل انتظر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news