خرج مئات المواطنين في محافظة أرخبيل سقطرى، اليوم الخميس، في وقفة احتجاجية حاشدة أمام مقر السلطة المحلية، مطالبين المملكة العربية السعودية بإعادة فتح مطار الجزيرة أمام الرحلات الجوية المدنية، بعد أسابيع من توقفها المفاجئ دون إعلان رسمي عن الأسباب.
ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها: "السماء ليست حكرًا على أحد"، و"مرضانا يموتون... طلابنا يُهدَّدون بالانقطاع"، معبّرين عن استيائهم من الصمت المحيط بقرار إغلاق المطار، والذي ترافق مع توقف مماثل في مطار سيئون بالوادي والصحراء، ما ضاعف الأزمة الإنسانية في مناطق متفرقة من اليمن.
وقال أحد المنظمين للاحتجاج، وهو ناشط مجتمعي من سقطرى، لمراسلنا:
"إغلاق المطار لم يُعطِ أي مبرر رسمي، لكنه أثّر بشكل كارثي على حياة الناس. لدينا مرضى بحاجة ماسّة للإحالة إلى مستشفيات خارج الجزيرة، وطلاب يخشون فقدان عامهم الدراسي، وتجار يخسرون مصادر رزقهم يومًا بعد يوم".
وأكد المحتجون أن استمرار توقف حركة الطيران المدني يُهدّد الاستقرار الاجتماعي في الأرخبيل، ويعرقل جهود المنظمات الإنسانية التي تعتمد على التنقّل الجوي لتوصيل المساعدات إلى أشدّ المناطق نُدرةً في البنية التحتية.
وأضاف أحد المتقاعدين المشاركين في الوقفة:
"نحن لسنا ضد أي جهة، لكننا نطالب بحقنا الإنساني في التنقّل. إذا كانت هناك أسباب أمنية، فليُعلن عنها. أما أن يُترك سكان جزيرة نائية يموتون بصمت، فهذا أمر لا يمكن قبوله".
وفي ظل الغموض الذي يلفّ قرار الإغلاق، حذّر المحتجون من "تصاعد السخط الشعبي" إذا لم تُستأنف الرحلات الجوية خلال الأيام القليلة القادمة، مطالبين الجهات السعودية المُشرفة على إدارة المطار — بموجب اتفاقات سابقة — باتخاذ "إجراءات عاجلة وشفافة" لإنهاء الأزمة.
وتشهد سقطرى، منذ اندلاع الحرب في اليمن، دورًا متزايدًا للمملكة العربية السعودية والإمارات في تأمين البنية التحتية ودعم الخدمات الأساسية، ما يجعل مصير مطار الجزيرة موضع اهتمام إقليمي ودولي، خاصةً مع تزايد الحديث عن أهميته الاستراتيجية واللوجستية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news