في مشهد يعكس عمق الانقسام السياسي الذي تعيشه القوى المناهضة لجماعة الحوثي، ويعيد إلى الواجهة ظاهرة تفريخ الأحزاب وتعدد الأجنحة داخل الكيان الواحد، برز الحزب الاشتراكي اليمني كأحدث مثال على هذا التشظي، بعد صدور بيانين متناقضين باسمه خلال أقل من 24 ساعة، أحدهما يتمسك باتفاق الرياض ووحدة الحكومة المعترف بها دوليًا، والآخر يعلن الاصطفاف العلني مع المجلس الانتقالي الجنوبي ويدعم خطواته الرامية إلى تكريس مسار الانفصال.
وقال الحزب الاشتراكي اليمني، في بيان صادر عن أمانته العامة الثلاثاء، إن استمرار الإجراءات الأحادية والزج بالحكومة في حالة من الاستقطاب السياسي يهدد بشل عملها وتعريضها للعجز، محذرًا من انعكاسات ذلك على حياة المواطنين والأوضاع المعيشية في مختلف المحافظات.
وأكد البيان أن تشكيل حكومة الشراكة الوطنية وفق اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر تشرين الثاني 2019 يمثل “المنجز الأوحد†لتنفيذ الاتفاق، مشددًا على أن الحفاظ على هذا التوافق يعكس وحدة الصف في مواجهة جماعة الحوثي والمشاريع الإقليمية، وفي مقدمتها المشروع الإيراني.
وأضاف الحزب أن الحكومة، رغم الصعوبات السياسية، ظلت محافظة على حد أدنى من الفاعلية، وبقيت موحدة وبعيدة قدر الإمكان عن الاستقطاب، مما مكّنها من تقديم الخدمات وصرف المرتبات وتعزيز المركز القانوني للدولة، واعتبرها “المظهر الوطني الجامع الوحيد لليمنيينâ€.
وحذّر البيان من أن إدخال الحكومة في تبادل البيانات والصراعات السياسية من شأنه تقويض الشرعية أكثر مما هي عليه، داعيًا إلى الحفاظ على وحدة مؤسسات الدولة، وإنهاء الانقسام، وسد أبواب التدخلات الخارجية، والعمل على تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
في المقابل، أصدرت الهيئة القيادية لما يُعرف بـâ€الحزب الاشتراكي في الجنوب†بيانًا منفصلًا، أعلنت فيه دعمها الكامل لما وصفتها بـâ€الخطوات المتخذة من المجلس الانتقالي الجنوبيâ€، معتبرة أنها تمثل بداية لمسار استعادة دولة جنوبية مستقلة بحدود ما قبل مايو أيار 1990.
وقال البيان إن التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة تعكس – بحسب وصفه – “انتهاء زمن الوصايةâ€، مؤكدًا أن الجنوب ماضٍ في طريق تقرير المصير، ومشيدًا بدور المجلس الانتقالي في ما سماه “بناء دولة جنوبية حرة وعادلةâ€.
ويعكس صدور البيانين المتناقضين حالة الانقسام داخل التيار الاشتراكي، في وقت يشهد فيه اليمن تعقيدات سياسية وأمنية متزايدة، وسط مخاوف من أن يؤدي تعدد المواقف داخل الكيانات السياسية إلى تعميق الاستقطاب وإضعاف جبهة الشرعية في مواجهة الحوثيين.
وأتس أب
طباعة
تويتر
فيس بوك
جوجل بلاس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news