في مشهد يعكس عمق المأساة الإنسانية التي تعيشها محافظة الحديدة، تتزايد بشكل مقلق حالات بيع المنازل في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، بعدما باتت الظروف المعيشية القاسية تجبر الأسر على التفريط بآخر ما تملكه من أمان واستقرار.
وتقول مصادر محلية إن مدينة الحديدة شهدت خلال السنوات الماضية موجة غير مسبوقة من بيع المساكن، حيث وجد كثير من الأهالي أنفسهم مضطرين لترك بيوتهم التي احتضنت ذكرياتهم لسنوات طويلة، والانتقال إلى مساكن مستأجرة أقل كلفة، في محاولة يائسة للتكيف مع واقع اقتصادي خانق.
وتشير المصادر إلى أن التدهور الحاد في مستوى المعيشة، وتراكم الديون، وغياب مصادر الدخل، دفع عشرات الأسر إلى بيع منازلها بأسعار بخسة لا تعكس قيمتها الحقيقية، إذ بيعت بعض المنازل بما لا يتجاوز ربع سعرها السوقي، وسط عجز كامل عن تلبية الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء.
وبحسب المصادر، لم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على الفئات الأشد فقرًا، بل طالت شرائح اجتماعية كانت حتى وقت قريب تنعم باستقرار نسبي، قبل أن تجرفها الأزمة الاقتصادية المتفاقمة إلى حافة العوز، لتصبح عملية بيع المنزل، بما يحمله من رمزية وألم، خيارًا أخيرًا للبقاء في مواجهة واقع معيشي قاسٍ وانهيار اقتصادي مستمر في مناطق سيطرة الحوثيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news