اتفقت قوات الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مساء الاثنين 22 ديسمبر/كانون الأول 2025م، على خفض التصعيد في مدينة حلب شمالي سوريا، عقب موجة من أعمال العنف تبادل الطرفان الاتهامات بشأنها، وأسفرت عن مقتل مدنيين اثنين على الأقل وإصابة آخرين.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزارة الدفاع قولها إن القيادة العامة للجيش أصدرت أوامر بوقف استهداف مصادر نيران قوات سوريا الديمقراطية، في إطار مساعٍ لاحتواء التوتر.
في المقابل، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها أصدرت تعليمات بوقف تبادل الهجمات مع القوات الحكومية، وذلك عقب اتصالات جرت لخفض التصعيد بين الجانبين.
وقالت وزارة الصحة السورية إن القصف الذي استهدف أحياء سكنية في حلب أسفر عن مقتل شخصين وإصابة عدد من المدنيين، بينهم طفلان واثنان من عناصر الدفاع المدني.
وجاءت الاشتباكات بعد ساعات من تصريحات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلال زيارته إلى دمشق، قال فيها إن قوات سوريا الديمقراطية لا تبدو ملتزمة بالاندماج في القوات المسلحة السورية ضمن المهلة المتفق عليها حتى نهاية العام.
وتصنف تركيا قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة والتي تسيطر على مناطق واسعة شمال شرقي سوريا، كمنظمة إرهابية، ولوّحت باللجوء إلى الخيار العسكري في حال عدم الالتزام بالاتفاق.
ويرى مراقبون أن دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري من شأنه إنهاء أحد أعمق الانقسامات المتبقية في البلاد، إلا أن تعثر هذا المسار قد يعيد إشعال صراع مسلح ويعرقل جهود التعافي بعد حرب استمرت 14 عاماً، فضلاً عن احتمال تدخل عسكري تركي.
وكانت وزارة الدفاع السورية قد اتهمت قوات سوريا الديمقراطية بشن هجوم مباغت على مواقع للجيش وقوى الأمن في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، ما أدى إلى وقوع إصابات، وهو ما نفته «قسد»، مؤكدة أن الهجمات نفذتها فصائل تابعة للحكومة باستخدام الدبابات والمدفعية.
وقال شهود عيان لرويترز إن أصوات القصف المدفعي وقذائف الهاون سُمعت في عدة أحياء من المدينة، وسط انتشار مكثف للقوات العسكرية، فيما وصف سكان الوضع بأنه «مخيف».
وأعلن محافظ حلب تعليق الدراسة مؤقتاً، يوم الثلاثاء، في جميع المدارس والجامعات الحكومية والخاصة، إلى جانب إغلاق المكاتب الحكومية في وسط المدينة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news