في تطور خطير يهدد بانفجار الوضع في جنوب اليمن، كشفت مصادر مقربة من قيادة المجلس الانتقالي عن وجود "تفويض شعبي واسع" لرئيس المجلس للإعلان عن دولة الجنوب العربي، مؤكدة امتلاكها "خيارات متعددة" لملء الفراغ السياسي الذي اتهموا الحكومة الشرعية بخلقه عمداً في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق الجنوبية.
من "تفويض عسكري" إلى "تفويض شعبي"
في تصريحات نقلت عنها وسائل إعلام تابعة للانتقالي، أوضح ممثل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عمرو البيض، أن المشهد السياسي في الجنوب شهد تحولاً جذرياً عقب انتهاء العملية العسكرية "المستقبل الواعد" التي سيطرت على مناطق حضرموت والمهرة.
وأشار البيض إلى أن ما بدأ كإجراءات أمنية وعسكرية لتوحيد القوات تحت قيادة واحدة، سرعان ما تحول إلى زخم شعبي وسياسي غير مسبوق، مدفوعًا بتظاهرات انطلقت في المدن الجنوبية والعواصم الأوروبية، مطالبةً قيادة الانتقالي بتحقيق "التطلعات الشعبية" في إقامة دولة مستقلة.
ووصف البيض تحرك عدد من الوزراء والقادة المنتمين للانتقالي داخل الحكومة، وإعلانهم "الجاهزية الكاملة" لمؤسساتهم، بأنه ليس انشقاقًا، بل هو "تفويض" لرئيس المجلس على غرار التفويض الذي حصل عليه لإطلاق العملية العسكرية، مؤكداً أن هذه الخطوات تأتي كرد فعل على محاولات "سحب الشرعية" من المناطق الجنوبية.
خيارات متعددة لملء الفراغ... والبنادق جاهزة
مع تزايد حدة الخطاب السياسي، كشف البض عن وجود "كتلة عسكرية وأمنية صلبة" في مناطق نفوذهم، مشيراً إلى أنهم "يملكون خيارات عدة لملء الفراغ السياسي" الذي تعتبره قيادتهم فرصة سانحة.
ولم يخفِ البيض وجود غطاء سياسي مطلوب لهذه القوة العسكرية، مما يفتح الباب على مصراعيه للتكهنات بشأن الخطوات التالية، التي قد تصل إلى حد الإعلان الأحادي الجانب عن الدولة، وهو ما قد يضع اليمن أمام أفق مسدود.
وعند سؤاله عن احتمالية وقوع مواجهات عسكرية مع القوات الحكومية، كان الرد محملاً بتحذير ضمني، حيث قال: "نحن لا نريد مواجهات لأنها ستؤدي إلى عدم استقرار يستفيد منه الحوثي، وهذا خيار مجنون".
وأضاف في نفس السياق: "البنادق يجب أن توجه باتجاه الحوثي ولا نحو القوات الجنوبية التي حررت الجنوب"، وهي عبارة فسرها مراقبون على أنها رسالة واضحة بعدم التسامح مع أي محاولة لعرقلة خططهم.
فشل الوساطة واستمرار التصعيد
في غضون ذلك، بدا أن الزيارة الأخيرة التي قام بها فريق عسكري سعودي إماراتي إلى حضرموت لم تحقق أهدافها السياسية المرجوة. وأوضح المصدر أن الوفد ركز حديثه على الجانبين الأمني والعسكري فقط، بينما استمرت "العملية الممنهجة لخلق فراغ سياسي" من قبل الأطراف الأخرى، مما يعني أن الأزمة السياسية لا تزال على حالها، وأن التصعيد هو السمة الغالبة للمشهد في جنوب اليمن، الذي يقف على أهبة الاستعداد لمستقبل غامض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news