يمن إيكو|تقرير:
فشل الاتحاد الأوروبي في إتمام الاتفاقية التجارية الكبرى مع دول (ميركوسور)- الأرجنتين والبرازيل وأوروغواي وباراغواي- حيث تم تأجيل التوقيع على الاتفاقية بسبب معارضة عدة دول أوروبية، الأمر الذي يُنظر إليه على أنه ضربة لمصداقية الكتلة الأوروبية ومكانتها في النظام العالمي.
وتسببت عدة دول من بينها فرنسا إيطاليا في تأجيل إبرام الاتفاقية التي تم التفاوض عليها لأكثر من 25 عاماً، وذلك بسبب المخاوف من تأثير الاتفاق على المزارعين الذين يملكون نفوذاً انتخابياً كبيراً في هذه الدول.
وخلال قمة عُقدت يوم الخميس الماضي في بروكسل، واجه قادة الاتحاد الأوروبي آلاف المزارعين المحتجين الذين أشعلوا إطارات السيارات وألقوا ثمار البطاطا في الشوارع.
وكان من المقرر أن تسافر رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى البرازيل هذا الأسبوع لتوقيع الاتفاق الذي يعتبر الأكبر في تاريخ الاتحاد الأوروبي، لكنها لم تحصل على الدعم الكافي من قبل قادة أوروبا يوم الخميس الماضي.
وكان الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قد صرح في وقت سابق بأن الوقت حان لإبرام الاتفاق “وإلا فلن يحين أبدا”.
ووفقاً لتقرير نشرته وكالة “بلومبرغ”، أمس السبت، ورصده موقع “يمن إيكو”، فقد وجهت فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، رسالة إلى الرئيس البرازيلي، عبرا فيها عن أسفهما لتجاوز الموعد النهائي الذي كانا قد حدداه في 20 ديسمبر، وقالا إنهما “يعملان بنشاط” لإتمام الصفقة.
وذكرت الوكالة أن الاتحاد الأوروبي سيحاول توقيع الصفقة في 12 يناير القادم “ولكن لا يوجد ضمان”.
واعتبرت “بلومبرغ” أن “فشل التصديق على الاتفاقية يعد ضربةً قويةً للاتحاد الأوروبي، الذي يسعى إلى استخدام الاتفاقية كدليل على إمكانية أن يصبح قوةً عالميةً، حيث يرغب الاتحاد الأوروبي بشكل خاص في إثبات قدرته على الخروج من دائرة نفوذ الصين والولايات المتحدة، اللتين تشهد علاقاتهما التجارية مع أوروبا توتراً متزايداً”.
وأشارت إلى أن “الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي و(ميركوسور) قد يساعد أوروبا على التخلص من توتر علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة والصين، حيث سيُنشئ هذا الاتفاق سوقاً متكاملة تضم 780 مليون مستهلك، ويُلغي تدريجياً الرسوم الجمركية على سلع تشمل السيارات، ويُسهّل على أوروبا الوصول إلى قطاع الزراعة والموارد الهائلة في دول (ميركوسور)، والأهم أن ذلك سيمنح الاتحاد الأوروبي روابط اقتصادية وسلاسل إمداد تتجاوز الولايات المتحدة والصين، كما ستُظهر هذه الاتفاقية للمنطقة أن أوروبا قادرة على تقديم بديل اقتصادي موثوق به للقوتين العظميين”.
وقالت فون دير لاين للصحافيين إن “انتظاراً آخر لمدة ثلاثة أسابيع أمر مقبول بعد 25 عاماً من المفاوضات”.
وأوضحت “بلومبرغ” أن مصير الصفقة قد يتوقف على إيطاليا، فقد صرحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بأنها بحاجة إلى مزيد من الوقت للحصول على موافقة الحكومة المحلية.
وقال الرئيس البرازيلي إن ميلوني أخبرته أنها تحتاج فقط إلى بضعة أيام إضافية، حسب ما نقلت الوكالة.
ولكن موقع “بوليتيكو” أوضح أنه “حتى لو وافقت روما وباريس، فإن مشاكل الاتفاقية لم تنتهِ بعد، إذ لا يزال على الاتفاق أن يمر عبر البرلمان الأوروبي، حيث تتزايد المعارضة عبر الطيف السياسي”.
وأشارت بلومبرغ إلى أنه تمت إضافة إجراءات حماية جديدة للمزارعين الأوروبيين من شأنها حمايتهم من التقلبات المفاجئة في الأسعار أو الواردات، في محاولة لدعم الاتفاقية.
ونقلت الوكالة عن الرئيس البرازيلي قوله خلال قمة لمجموعة (ميركوسور) أمس السبت: “بدون إرادة سياسية وشجاعة من قادتها، لن يكون من الممكن إتمام مفاوضات استمرت 26 عاماً. وفي الوقت نفسه، ستواصل (ميركوسور) العمل مع شركاء آخرين”.
وكان رئيس البرلمان الأوروبي، بيرند لانج، قد قال الأسبوع الماضي: “إذا لم يتم التوقيع في 20 ديسمبر، فإن الاتفاقية ستفشل، وسيكون لذلك عواقب على الاتحاد الأوروبي في العلاقات التجارية المستقبلية مع دول العالم”.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز يوم الخميس: “إذا أراد الاتحاد الأوروبي أن يظل ذا مصداقية في سياسة التجارة العالمية، فيجب اتخاذ القرارات الآن”.
وكان من المفترض أن يشكل إتمام الصفقة رسالة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الاتحاد الأوروبي “ليس ضعيفاً”، لكن مع تأجيل الاتفاق فإن هجوم ترامب على الكتلة الأوروبية قد يصبح أكثر حدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news