أخبار وتقارير
(الأول) متابعة:
فجّرت وزارة العدل الأمريكية قنبلة سياسية وإعلامية من العيار الثقيل، بالكشف عن الدفعة الأولى من الوثائق والملفات المرتبطة برجل الأعمال الراحل جيفري إبستين. وجاء هذا الإفراج تنفيذاً لقانون ملزم أقره الكونجرس، إلا أن الفرحة بالشفافية لم تدم طويلاً، حيث ساد الغموض المشهد بعد اختفاء مفاجئ لعدد من الملفات الحساسة عقب ساعات من نشرها.
اختفاء غامض واتهامات بالتستر في تطور دراماتيكي، رصد مراقبون ونواب حذف ما لا يقل عن 16 ملفاً من الصفحة العامة المخصصة للقضية على موقع وزارة العدل. وشملت المواد المختفية صوراً فوتوغرافية وصفت بـ"الحساسة"، كان من أبرزها لقطة تجمع الرئيس السابق دونالد ترامب وزوجته ميلانيا مع إبستين وشريكته غيسلين ماكسويل.
هذا الإجراء دفع نواباً ديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب إلى توجيه اتهامات مباشرة للوزارة بمحاولة "التستر" وتقويض مبدأ الشفافية، متسائلين: "ما الذي يتم إخفاؤه أيضاً عن الشعب الأمريكي؟".
النخبة في مهب الريح الوثائق المنشورة، والتي تضم آلاف الصفحات والمواد البصرية، أعادت تسليط الضوء على شبكة علاقات إبستين الواسعة. وظهرت في الأوراق أسماء وصور لشخصيات دولية بارزة، من بينهم الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وأندرو ماونتباتن وندسور، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق إيهود باراك.
ورغم أن المصادر الرسمية أكدت أن ورود هذه الأسماء لا يعني بالضرورة توجيه اتهامات جنائية، إلا أن تسريب صور لكلينتون في أماكن ترفيهية، وأخرى لشخصيات من أقطاب التكنولوجيا والاقتصاد، أثار عاصفة من الجدل حول طبيعة تلك اللقاءات وسياقها الزمني.
ردود الفعل: ترامب يقلل والضحايا يصرخون من جانبه، علق دونالد ترامب على تداول صوره مع إبستين بالتقليل من شأنها، مؤكداً أن إبستين كان "شخصية اجتماعية معروفة" في بالم بيتش، وأن وجود صور له مع مئات الأشخاص لا يحمل دلالات خاصة.
وفي المقابل، جاءت ردود فعل الضحايا غاضبة ومحملة بمرارة الخذلان؛ حيث وصفت مارينا لاسيردا، إحدى ضحايا إبستين، حذف الملفات بأنه "صفعة جديدة" للعدالة، مؤكدة أن النظام القضائي يخذل الضحايا مرة أخرى عبر حجب الحقيقة الكاملة.
وثائق مطُموسة ومعلومات مجتزأة وبحسب تقارير صحفية، فإن ما تم نشره لا يمثل سوى قمة جبل الجليد من أصل 3.6 مليون سجل تمتلكها الوزارة. وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن العديد من الوثائق المنشورة طُمست أجزاء كبيرة منها باللون الأسود، بما في ذلك مذكرات داخلية لمكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) وشهادات لهيئة المحلفين، مما جعل المعلومات تخرج بلا سياق واضح، وعمق الشكوك حول رغبة السلطات في إغلاق الملف دون كشف كامل الأسرار.
ومع تعهد وزارة العدل بنشر دفعات إضافية، يظل الترقب سيد الموقف في واشنطن، حيث ينتظر الرأي العام معرفة ما إذا كانت الأيام القادمة ستحمل "الحقيقة الكاملة" أم مزيداً من "الحبر الأسود" على صفحات تاريخ إبستين المظلم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news