الخبير “الذهب” يشرح الأسباب.. لماذا انسحبت ثلاث حملات عسكرية ضد القاعدة في أبين بصمت؟

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 276 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الخبير “الذهب” يشرح الأسباب.. لماذا انسحبت ثلاث حملات عسكرية ضد القاعدة في أبين بصمت؟

يمن ديلي نيوز – خاص

: في 12 ديسمبر/كانون الجاري أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي، عن إطلاق حملة عسكرية جديدة ضد تنظيم القاعدة المصنف إرهابياً في محافظة “أبين” (جنوب اليمن) في ثالث عملية من نوعها منذ العام 2022.

العملية الجديدة أطلق عليها اسم “عملية الحسم”. وقال الانتقالي الجنوبي إنها تأتي استكمالًا لسابقتها “سهام الشرق” التي انطلقت في 23 أغسطس/آب 2022، واستؤنفت تحت مسمى “سيوف حوس” في 6 أغسطس/آب 2023، حيث توقفت الحملتين دون معرفة الأسباب.

مصادر عسكرية في أبين قالت لـ”يمن ديلي نيوز” إن الحملة الجديدة قد تقتصر الإعلان والحشد الإعلامي، في ظل رفض قائد الحزام الأمني في أبين ومدير شرطة المحافظة المشاركة فيها، مايعني أن الحملة الجديدة انتهت مبكراً لتضيف مزيداً من الغموض حول جدوى إعلانها.

في هذا التقرير يناقش “يمن ديلي نيوز” مع الخبير العسكري الدكتور “علي الذهب” أسباب توقف معارك مواجهة القاعدة في أبين دون تحقيق أهدافها، وجدوى إطلاق عملية جديدة بعد تجربتين من المعارك التي انسحبت بصمت؟هل التحركات العسكرية وحدها كافية لحسم المعركة مع القاعدة في أبين، أم تتطلب إجراءات متزامنة ومتكاملة؟

تعقيدات متعددة

يتحدث الدكتور “الذهب” عن جملة تعقيدات أمنية وسياسية واجتماعية متشابكة، تحول دون نجاح الحملات العسكرية السابقة التي نفذها الانتقالي الجنوبي وأيضا حملات الجيش اليمني في محافظة أبين، من أبرزها اختزال المواجهة في الجانب العسكري، دون استكمالها بمعالجات فكرية وتنموية وقضائية تعالج جذور المشكلة.

الذهب قال إن معركة مكافحة الإرهاب في اليمن ما تزال معركة مفتوحة، تتأثر بعوامل داخلية وخارجية، وتمويل متنوع، وتظهر حدّتها غالبًا في فترات الأزمات.

وأشار إلى ان العملية الجديدة أعلن عنها الانتقالي الجنوبي لاتهدف للقضاء على القاعدة بقدر ماتهدف لإظهار وإبراز دوره في مكافحة الإرهاب أمام المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة وأوروبا، في ظل “التنافس السياسي والأمني القائم، وهو ما ينعكس على طريقة إدارة الملف ميدانيًا وإعلاميًا”.

وتابع: الحديث عن العمليات العسكرية لا ينفصل عن محاولات تقديم مقاربات أمنية لمكافحة التنظيم، مبينًا أن هذه الجهود غالبًا ما تُطرح في إطار أوسع يرتبط بالتوازنات الداخلية والتعاطي الخارجي مع ملف الإرهاب.

وبين الذهب أن هذا التوجه يتزامن مع توسيع الانتشار الأمني والعسكري في مناطق النفوذ، ومحاولات تثبيت واقع ميداني جديد، بما في ذلك التحرك نحو مناطق قريبة من خطوط تماس أخرى، وفق تطورات الميدان.

وأردف: تنظيم القاعدة بات عنصرًا متغيرًا ضمن معادلة سياسية وأمنية معقدة، وأن حضورها يرتبط بتفاقم الأزمات، ولها أهدافها الخاصة، كما جرى توظيف ملف الإرهاب في مراحل مختلفة ضمن الصراع القائم.

وذكر أن الحملات السابقة التي نفذت ضد التنظيم في أبين أسفرت عن خسائر بشرية ومواجهات واسعة، لكنها لم تنه وجود القاعدة، الذي ظل قادرًا على إعادة التنظيم والظهور، مستفيدًا من البيئة المحيطة وتعقيدات المشهد.

وشدد الذهب على أن تنظيم القاعدة لم يكن يواجه من طرف واحد فقط، بل شاركت في مواجهتها قوى مختلفة، بينها قوات حكومية، إضافة إلى دعم خارجي في بعض المراحل، وهو ما يعكس تشابك الملف وتعدد أطرافه.

حوار وتنمية

وقال: إبعاد أو تحييد بعض عناصر القاعدة لا يعني القضاء على التنظيم كفكرة وبنية، كما أن الحل لا يكمن في العمل العسكري وحده، بل يتطلب حوارًا فكريًا، وتنمية حقيقية في المناطق التي ينشط فيها التنظيم.

وتابع: تحقيق العدالة، وإنفاذ القانون عبر مؤسسات قضائية وأمنية عادلة ونزيهة، يعد عاملًا أساسيًا في تفكيك الفكر المتطرف، إلى جانب وقف الإمدادات الخارجية من خلال العمل الأمني والاستخباري الميداني.

وتحدث عن عوامل عرقلت القضاء على تنظيم القاعدة من ضمنها وجود تصورات فكرية مغلوطة لدى التنظيمات الإرهابية حول إدارة الدولة والمجتمع، إلى جانب غياب التنمية، واستمرار الفقر، وانتشار الثارات ومظاهر التخلف في بعض المناطق.

وأضاف: غياب الحوار مع هذه الجماعات يعد من أبرز الإشكاليات، مذكرًا بأن الرئيس السابق عبدربه منصور هادي كان قد أنشأ هيئة للحوار الفكري والتعافي، وأُسند الإشراف عليها إلى القاضي حمود الهتار، غير أن تطورات الصراع حالت دون قيامها بدورها.

ولفت إلى أن الصراع القائم أسهم في انتشار السلاح، وفتح قنوات لاستقطاب المقاتلين لأغراض مختلفة، فضلًا عن أن العنف المتبادل بين التنظيم والسلطات أدى إلى تعقيد المشهد وزيادة اختلاط الوقائع.

نتائج محدودة

وحول التوقعات من العملية الجديدة، قال الذهب إن نتائجها ستظل محدودة ما لم تُبنَ على معالجة شاملة، وقد تفرض واقعًا أمنيًا مؤقتًا أو تغيّرًا في خريطة الانتشار، دون تحقيق استقرار دائم.

وجدد التأكيد على أن معالجة ملف الإرهاب يتطلب حزمة متكاملة تشمل الحوار الفكري، والعمل الأمني والعسكري والاستخباري، والتنمية، والمصالحة الاجتماعية، وتمكين السلطات المحلية، وتحقيق العدالة.

وختم الذهب بالتأكيد على أن العمليات العسكرية أو الحملات الإعلامية وحدها لن تُحدث أثرًا مستدامًا، مشددًا على أن الاستقرار مرهون بمعالجات وطنية شاملة، ومراجعة أساليب التعاطي مع الملف في إطاره الداخلي، بعيدًا عن الحلول الجزئية أو المؤقتة.

مرتبط

الوسوم

محافظة أبين

الخبير العسكري علي الذهب

تنظيم القاعدة

سهام الشرق

عملية الحسم

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تحليل | بوابة الشرق نحو تل أبيب.. هل اقترب الانتقالي من تحقيق حلم دولة الجنوب بالتطبيع مع إسرائيل؟

بران برس | 938 قراءة 

عاجل : عقب التحركات الاخيرة .. الجيش السعودي يشن قصفاً عنيفاً ومفاجئاً في هذه المناطق

صوت العاصمة | 812 قراءة 

«الأمناء» تكشف تفاصيل مقترحات الرئيس الزبيدي العسكرية بشأن حضرموت والمهرة

الأمناء نت | 812 قراءة 

يافع تملأ ساحات عدن.. حشد غير مسبوق يهز حسابات الانتقالي ويكشف تصدعات الجنوب

يني يمن | 795 قراءة 

إعلان من السعودية لليمنيين

كريتر سكاي | 669 قراءة 

وزارة المالية تعلن إطلاق تعزيزات مرتبات موظفي القطاعين المدني والعسكري

سبأ نت | 473 قراءة 

أول توجيه رئاسي بعد إعلان وزراء ونواب وزراء تأييدهم لـ الانتقالي ومطالبه بالانفصال

بوابتي | 472 قراءة 

إدارة البنك المركزي اليمني في عدن تكشف عن أمر بالغ الأهمية !

يمن فويس | 466 قراءة 

عاجل : عقب التحركات الاخيرة .. الجيش السعودي يشن قصفاً عنيفاً ومفاجئاً في هذه المناطق

العاصفة نيوز | 406 قراءة 

ما وراء توقف صرف البطاقات الشخصية الذكية في الأحوال المدنية بعدن؟

المنتصف نت | 386 قراءة