قالت مجلة Jacobin الأميركية، في تحليل للكاتبة هيلين لاكنر، إن الحرب الأهلية في اليمن دخلت مرحلة أكثر خطورة مع تصاعد التوترات العسكرية والسياسية في محافظة حضرموت، أكبر محافظات البلاد من حيث المساحة، في ظل صراع نفوذ متزايد بين قوى محلية مدعومة إقليميًا، ما يهدد بتوسيع رقعة النزاع في البلاد.
وبحسب التحليل، تكتسب حضرموت أهمية استراتيجية متنامية بسبب ثروتها النفطية وقدرتها على الإسهام في تمويل الموازنة اليمنية، إلى جانب موقعها الجغرافي الحساس على الحدود مع السعودية، الأمر الذي جعلها محور اهتمام إقليمي متزايد خلال العقود الأخيرة.
وأشار التحليل، إلى أن حضرموت بقيت بعيدة نسبيًا عن خطوط المواجهة المباشرة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثي منذ اندلاع الحرب عام 2015، إلا أن صعود النزعة الانفصالية الجنوبية منذ عام 2017، وتزامنه مع تراجع التفاهم بين السعودية والإمارات، أدخلا المحافظة في دائرة التوترات السياسية والعسكرية.
وأوضح التحليل أن السيطرة في حضرموت باتت منقسمة بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، وقوات محلية وأخرى حكومية تحظى بدعم سعودي، ما أدى إلى حالة من الشلل السياسي والأمني، واستخدام الموارد النفطية كأداة ضغط، انعكست تداعياتها على الأوضاع المعيشية في عدد من المناطق، بينها العاصمة المؤقتة عدن.
وأضاف التحليل، أن تصاعد الخلافات داخل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، بين مكونات مؤيدة لوحدة البلاد وأخرى تدعم مشاريع انفصالية، أسهم في تعقيد المشهد، في وقت لم تُستشر فيه المجتمعات المحلية في حضرموت والمهرة بشأن مستقبل مناطقها.
ولفت التحليل، إلى أن التنافس السعودي–الإماراتي، الذي برز بشكل أوضح خلال السنوات الأخيرة، أصبح عاملًا رئيسيًا في دفع الأزمة نحو التصعيد، وسط تحركات عسكرية متبادلة ومحاولات وساطة محدودة لم تنجح حتى الآن في احتواء الموقف.
وختم التحليل بالتحذير من أن أي مواجهة موسعة في حضرموت أو المهرة قد تقوّض ما تبقى من الاستقرار النسبي في شرق اليمن، وتنقل الصراع إلى مناطق ظلت لفترة طويلة خارج دائرة الحرب المفتوحة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news