الجنوب اليمني: غرفة الأخبار
في مشهدٍ لا يخلو من الرمزية السياسية الثقيلة، عقد المجلس الانتقالي اجتماعه الدوري في قصر معاشيق، المقر الرسمي للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وذلك بعد أيام من إعلان سيطرته على مديريات في وادي حضرموت ومحافظة المهرة، شرقي البلاد.
الاجتماع، الذي ترأسه رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، جرى توثيقه إعلاميًا من داخل قاعة مجلس الوزراء، حيث ظهر الزبيدي جالسًا على مقعد رئيس الحكومة، في ظل غياب العلم اليمني، ومن دون حضور ممثلين عن الحكومة الشرعية التي تتخذ من الرياض مقرًا مؤقتًا لها.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد نفوذ المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية والشرقية، وسط تباين في المواقف بشأن مستقبل الترتيبات السياسية والأمنية، في ظل استمرار تعثر مسار التسوية الشاملة في البلاد.
ويُعد المجلس الانتقالي أحد مكونات مجلس القيادة الرئاسي المشكّل في أبريل 2022، غير أن تحركاته الأخيرة أثارت تساؤلات حول حدود دوره في السلطة، في ظل إعلانه المتكرر عن مشروع لاستعادة دولة الجنوب السابقة.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك يعكس حالة من الفراغ السياسي في العاصمة المؤقتة عدن، في ظل غياب الحكومة عن المشهد، ما أتاح للمجلس الانتقالي توسيع حضوره الميداني والإداري. كما أشار محللون إلى أن ازدواجية الأدوار بين الشراكة في السلطة والسعي نحو الانفصال قد تؤثر على استقرار مؤسسات الدولة وتماسكها.
وتُعد قاعة مجلس الوزراء في قصر معاشيق رمزًا للسلطة التنفيذية في اليمن منذ نقل الحكومة إلى عدن عقب سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء في عام 2015. وقد شهد القصر محطات سياسية بارزة، من بينها توقيع اتفاق الرياض الذي نصّ على تقاسم السلطة بين الحكومة والمجلس الانتقالي.
ولم تصدر الحكومة اليمنية أي تعليق رسمي بشأن الاجتماع حتى الآن، ، في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى استئناف الحوار الوطني، وإعادة النظر في ترتيبات الشراكة السياسية، بما يضمن الحفاظ على وحدة البلاد واستقرار مؤسساتها.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news